السبت، ٢٨ مايو ٢٠١١

الرد على أحجية أرتباط قدرة الإله الإبراهيمي بالمستحيل عادتاً فقط و ليس بالمستحيل عقلاً















فى نقاش دار بيني و بين اصدقاء لى عن كيفية الأجابة عن سؤال ( هل يستطيع الله أن يخلق كائن اقوى منه ؟ ) أشارت صديقة لى على خطأ طرح هذا السؤال من الناحية المنطقية مستشهده بهذه الجزئية من موضوع بـ منتدى البستان المتنوع


قدرة الله هل تتعلق بالمستحيلات عادة أم عقلا ؟ :

وأنا أسأل في النهاية " هل قدرة الله التي لا تحدها حدود متعلقة بالمستحيلات عقلا أم بالمستحيلات عادة ؟" , أو " هل الله القادر على كل شيء , هو قادر على المستحيلات عقلا أم عادة ؟ ".
والجواب على السؤال :
وإن كان من غير اللائق أو من غير الجائز أن نقول " الله ليس قادرا على ...",فإنني أقول وأؤكد على أن قدرة الله غير المحدودة لا تتعلق أبدا بالمستحيلات عقلا وإنما هي تتعلق بالمممكنات عقلا حتى ولو كانت مستحيلة عادة .
لا يُـقبل أبدا ولا يستساغ أبدا ولا يجوز أبدا أن نسأل " هل الله قادر على أن يجعل 1 مساويا لثلاثة ؟! " , أو
" هل الله قادر على أن يجعل الإبن أكبر سنا من أبيه ؟! " , أو " هل الله قادر على أن يجعل الجزء أكبر من الكل ؟! " أو ...
ا- لأننا إن أجبنا ب " الله قادر على ذلك " , يمكن أن يقال لنا عندئذ بأن الله إذن خرافة وكذب ودجل وشعوذة , لأن هذه الأشياء تدخل ضمن المستحيلات عقلا ولا يقبل بها إلا المجانين من الناس , ويصبح الله عندنا نحن المسلمين كما هو الحال عند النصارى الذين حرفوا الإنجيل وكذبوا على الله وعلى أنبيائه وقالوا بأن الله واحد وثلاثة في نفس الوقت , وهو مستحيل عقلا .
ب- وأما إن أجبنا عن السؤال ب " الله ليس قادرا على ذلك " قيل لنا " إذن الله عاجز , فلماذا تقولون لنا بأن الله على كل شيء قدير ؟! " .
والحقيقة هو أن السؤال أساسا لا يجوز طرحه ما دام متعلقا بالمستحيلات عقلا . الله قادر على كل شيء , نعم , ولكن قدرته اللامحدودة متعلقة بالممكنات عقلا حتى ولو كانت مستحيلة عادة , ويدخل في ذلك خلق الله للسماوات والأرض وكذا القدرة على الخلق والإفناء , وكذا اطلاعه على السر والعلن من شؤون المخلوقات وكذا معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء و... إلى آخر القائمة غير المنتهية .
وأما الحديث عن قدرة الله أو عدم قدرته على المستحيلات عقلا فهو لغو لا طائل من ورائه , ولا يجوز لأي مسلم أن ينجر إليه : لا يجوز له أن يسألَ كما لا يليق به أن يجيب


و الرد ببساطه على هذه الأحجية يكمن فى تعريف "المقبول عقلياً
فالعقل البشري يتقبل الحقيقة وفق الأدلة الملموسة من ناحية و التأكيدات من "ذوى المصداقية" من ناحية أخرى

فمثلاً من 1400 سنة اذا تكلمنا عن هل بالأمكان تصنيع جهاز يقوم بتوصيل كلام الناس عن بعد - اقصد الموبيل - فهنا كنا سنتكلم على هذه الأحجية المتعلقة بمستحيل العادة و مستحيل العقل ، اى ان من 1400 سنة فكرة الموبيل كانت مستحيلة عقلياً و ليس مستحيل عادة و هذا بسبب ان العقل البشري لم يكن لديه حينذاك أدلة على تواجد هذا الجهاز أو اقوال من علماء - او "ذوى المصداقية" - تؤكد أمكانية اختراع مثل هذا الجهاز فى المستقبل


مذكور فى الأحجية انه من الخطأ ان نقول هل الله يستطيع جعل 1 = 3
و انا اقول لماذا خطأ؟؟؟ 
هل العقل البشري لن يستطيع فى المستقبل التحايل على مثل هذه البدهيات؟ أليس من البديهي انه لا يمكن أرجاع الزمن الى الوراء ، و بالرغم من ذلك ظهرت الفرضيات العلمية التى تتحدث عن إمكانية الرجوع الى الزمن و أيضاً السفر الى المستقبل
http://en.wikipedia.org/wiki/Time_travel
أليس من البديهي انه من المستحيل - كما يتخيل البعض - ان يخلق مجموعة من العلماء ذبابة؟ و لكن العالم كله تفاجأ عندما شاهد على شاشات التلفاز و وسائل الأعلام الأخرى خبر تصنيع أول (خلية حية صناعية) فى تاريخ البشرية
http://aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11498&article=570625
مما يفتح الباب فى المستقبل لتخليق أول كائن حي - و من يدرى فقد يبدأوا بالذبابة - و هذا يزيد التأكيد على ان المستحيلات ليس لها قاعدة تربطها بمستوى محدد من التحدي.


و تأتى مسألة تأكيد "ذوى المصداقية" لمعلومات معينة بمثابة مدخل رئيسي - و خطير - للـ (مقبول عقلياً )


فنحن نرى ان الأغلبية الساحقة من اتباع الأديان المختلفة عبر الزمن كانوا - و مازالوا حتى الأن - يصدقون الخرفات التى بأديانهم لأنهم بالأساس يثيقون فى آباءهم و أمهاتهم و اولياء أمورهم فى العائلة و المجتمع - و هم من أقصدهم بـ"ذوى المصداقية" لأنهم يمتلكون مصداقية عند أتباعهم من الذين نشاءوا على ايديهم - و هذا يفسر لماذا كل انسان يري ان اديان غيره خرفات بينما دينه هو الصحيح ، بالرغم انه لم يقوم بعمل مقارنة أديان او مارس فلسفة الأديان بشكل موضوعي.


أنا تكلمت عن كل هذا حتى أوضح ان تقبل العقل البشري للمستحيل هو نسبي جداً ولا يقوم على أساس مطلق و من ثم فأن مصطلح كـ ( المستحيل عادة او المستحيل عقلاً ) لا يتفق مع الواقع لأن "المستحيل عقلاً" سيظل مستحيل بالنسبة الى عقولنا و لن يتحول الى "المستحيل عادة" إلا عندما تأتى النظريات العلمية - او الفرضيات العلمية - التى توضح إمكانية حدوث ذلك فى المستقبل ، و لذلك ستبقى مقولة (1=3) مستحيل عقلاً الى ان تأتى نظرية علمية تبرهن على إمكانية الوصول الى هذه المعادلة بشكل ما و هنا تصبح حقيقة.


و لكن السؤال نفسه ( هل يستطيع الله أن يخلق كائن اقوى منه ؟ )  مطروح بشكل منطقي جداً ، فتوليد قوة ذى درجة عالية من قوة ذى درجة أقل هو أمر نشاهده فى حياتنا ، فالشاب ذى العضلات المتعقل قد يكون من لأب و أم ضعفاء من الناحية الجسدية و الفكرية .... نعم أعلم ان الأب و الأم ليسو قوة مطلقة  ، و لكن اذا كانت القوة المطلقة لا تستطيع خلق قوة أعظم منها ، فهذا يطرح شكوك على مدى مقدرة هذه القوة؟! خصوصاً و أن كنا نتحدث هنا عن الأله الأبراهيمي - الله.


يوجد من يقول انه من الخطأ قول ان ( القوة المطلقة تخلق قوة أعظم منها ) لأنه حينذاك لن تكون هذه القوة - التى قامت بالخلق - قوة مطلقة ..... و أنا أستغل هذا الطرح لأثبت انه من الخطأ الادعاء اذن بوجود قوة مطلقة لأنها امام عدم مقدرتها على تصنيع قوة أعظم منها تكون بالتالى عـاجـزة.


و يوجد من يقول انه ربما سيتواجد برهان علمي فى المستقبل يؤكد على ألوهية الله حتى بعد خلقه لأله أعظم منه ، و انا لست ضد هذه الأحجية و لكن الى ان يتواجد هذا البرهان ، فيبقي منظورنا لماهية الألوهية مشكوك فى أمره.

الجمعة، ٢٧ مايو ٢٠١١

الاستغلال التجاري للدين دليل واضح على سطحية التفكير فى المجتمع المصري









هتسمع العجب فى الفيديو ده

الفيديو - و هو مقطع صوتي - يتسم نوعاً ما بالفكاهة فى طريقة عرضه للكلام

و لكن مضمون الفيديو يوضح المأساة الفكرية التى نعيش فيها ، فأسلامت الحياة بهذا الشكل هو عامل رئيسي - ضمن عدة عوامل أخرى - ساعدت فى ظهور الأسلام السياسي


 أتركم مع الفيديو



الخميس، ٢٦ مايو ٢٠١١

الأعتذار و التنازل عن الثروة ثم عمل استفتاء للعفو عن مبارك









أنا أتفق مع رؤية ساويرس فى كيفية العفو عن مبارك من حيث الأعتذار أولاً ثم التنازل عن ثروته هو و عائلته ثم عمل استفتاء للشعب للعفو عن مبارك ، و هذا يبدو معقولاً بالنسبة لى ، فانا عندما اقارن مبارك بالقذافي او بصدام حسين أجد ان الفرق شاسع فى الأخلاق بالرغم من انهم كلهم تورطوا فى اوامر قتل و تعذيب لشعوبهم


أتركم مع ما قاله ساويرس على قناة الـ BBC 


نقلاً عن الـ BBC  الخميس، 26 مايو/ أيار، 2011، 07:50 GMT

قال رجل الأعمال والملياردير المصري القبطي نجيب ساويرس إن مصر على حافة الإفلاس وتحتاج بشكل عاجل إلى 12 مليار دولار. وأضاف في برنامج لقاء مع زين العابدين توفيق أنه يؤيد العفو عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك لكبر سنه وسجله في خدمة مصر وإن عصره لم يكن كله سيئات كما يصور الإعلام. وأشار إلى أنه لن يستثمر في إسرائيل قبل قيام الدولة الفلسطينية.

في برنامج لقاء لهذا الأسبوع، من استديوهاتنا في لندن، حوار مباشر وساخن مع نجيب ساويرس، رجل الأعمال المصري المعروف، من أغنى مائة رجل في العالم وفقا لمجلة فوربس، له إعلامه الخاص من محطة تلفزيونية وجرائد محلية.. واليوم لديه حزبه السياسي، حزب "المصريون الأحرار".
فما هو سقف الطموح السياسي الذي يسعى إليه أهم رجال أعمال مصر؟ وما هي المنافسة التي يتوقعها حزب "المصريون الأحرار" في انتخابات مجلس الشعب المصري في سبتمبر/ أيلول القادم؟ وما هي فرص فوزه في هذه الانتخابات في ظل الحراك السياسي الجديد الذي تشهده البلاد؟ وما موقف ساويرس من الاستفتاء الذي أجري في مارس/ آذار الماضي حول التعديلات الدستورية؟

"نسبتهم مطاطة"

يشكك نجيب ساويرس في النسبة التي تعلن جماعة الإخوان المسلمين انها ستدخل بها الانتخابات القادمة، "فهم يعلنون نسبا مختلفة تتراوح بين الثلاثين إلى السبعين في المائة"، على حد قوله. ويقول انه ليست لديه مشكلة في أن يطرح الإخوان شعار "دولة دينية بمرجعية إسلامية"، ولكن المهم هو التفسير المحدد لمفهوم المرجعية الإسلامية، حسب تعبيره. "فأنا لا أقبل بأي مبدأ يفرق بين مسلم وقبطي في تولي أي من وظائف الدولة، أو يفرق بين المرأة والرجل، هذه نقطة خلافنا الأساسية مع الإخوان".

"حزب الكنبة"

كما يؤكد رئيس حزب "المصريون الاحرار" على تخوفه من أن يكتب الدستور الجديد بمنطق ديني، "نكون بذلك قد ضيعنا مصر الدولة المدنية". ويضيف أن الإخوان المسلمين لديهم قطاع منظم من الشعب بينما يعمل حزبه على الأغلبية السلبية والتي سماها بـ "حزب الكنبة". ويقول "هؤلاء لم ينزلوا إلى الشارع أيام الثورة، الشباب هم الذين نزلوا وأزاحوا عنا الخوف والجبن".

"أنا مع الرحمة"

وعن الأصوات التي تنادي بالعفو عن الرئيس المخلوع حسني مبارك. يقول رجل الأعمال المصري انه مع هذه الأصوات التي تظهر الشعب المصري وقد سما فوق الانتقام. ويتابع بأن عهد حسني مبارك لم يكن بأكمله، كما يصوره البعض، خطأ وخرابا، لكنه يستدرك سريعا: "أعرف أن هذا الموقف ليس شعبيا".



فيلم الخلق لعام 2009 الذى يحكى السيرة الذاتية لحياة تشارلز داروين











فيلم الخلق تم انتاجه عام 2009 و هو يحكى جزء من السيرة الذاتية لـ تشارلز داروين Charles Darwin ، حيث يركز على علاقته الخيالية ببنته Annie ، كما يركز الفيلم على صراعه النفسى حينما كان يكتب كتابه المشهور "أصل الأنواع Origin of Species" .





أضغط هنا للمزيد من المعلومات عن الفيلم .



مساحة الفيلم بعد فك الضغط 699 ميجا (733956069 بايت) ، و الفيلم مصحوب بملف الترجمة العربى ، و أذا لم تشتغل الترجمة قم بتسطيب البرنامج الموجود فى المجلد المرفق.




و هذه هى الملفات بعد فك الضغط :-



الفيلم مقسم على أربع أجزاء ، كل جزء مساحته 190 ميجا (195313 كيلو بايت) ماعدا الأخير 137 ميجا (140377 كيلو بايت)



التــــحـــمـــيـل






أتمنى لكم مشاهدة ممتعة

الاثنين، ٢٣ مايو ٢٠١١

Documentaries On Evolution from the most famous documentary channels وثائقيات نظرية التطور من أشهر القنوات الوثائقية

















BBC Documentaries On Evolution


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

PBS Documentaries On Evolution


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

NOVA Documentaries On Evolution


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Channel 4 Documentaries On Evolution


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

History Channel Documentaries On Evolution


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Discovery Channel Documentaries On Evolution


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

National Geographic Documentaries On Evolution





السبت، ٢١ مايو ٢٠١١

هل يمكنك ان تعذر رجال الأمن الذين يعذبون بقسوة المواطنين الابرياء؟ - الأجابة: نعم









كتب جمال خليل صبح مقالة بعنوان ( عن الرجل الذي صَدَمَ العالم و"المساعد" ) فى موقع الأوان بتاريخ الجمعة 20 أيار (مايو) 2011

بعد قراءتك للمقالة ستتفهم موقف الجنود و رجال الأمن التى قتلت و عذبت المتظاهرين فى الثورات العربية - و مازالت تقاتل و تعذب حتى الأن فى الدول التى لم تأخذ حريتها بعد - و ستدرك انه من الصعب ان نقول عليهم مجرمين او بلا رحمة بعد معرفتك للأبعاد النفسية الملازمة لأوامر التعذيب - او القتل - و لهذا انا دائماً ضد الاحكام المطلقة القائمة على السطحية ، فالحياة التى نعيش فيها أعقد بكثير جداً مما نتخيل ، حتى نطلق أحكام مطلقة هكذا دون وعي لماهيتها.




 أتركم مع المقالة :-



عن الرجل الذي صَدَمَ العالم و"المساعد"






هل يمكنك القيام بتعذيب شخص لا تعرفه ولم تلتق به في حياتك في حال طلب منك ذلك، وفق اعتبارات معينة؟ لا تقلق، الإجابة إلى حدّ كبير هي : نعم!! أدبيات ما بعد الحرب العالمية الثانية أظهرت الأهوال التي تعرّض لها الآلاف من "البشر" في معسكرات الاعتقال النازية، ودفعت بباحثين كثر حول العالم لدراسة ظاهرة "التعذيب" ومنهم ستانلي ميلغرام (Milgram, 1974)، الباحث النفسي في جامعة يال في أمريكا، الذي أظهر بتجربته الفريدة عام 1961 بأنّه ليس من الضروري أن يكون القائم بالتعذيب سادياً أو عنصرياً أو طائفياً أو عنيفاً (رغم أهمية هذه العوامل)، بل يتجذّر العامل الحاسم للإتيان بهذا العمل الشنيع في وجود "سلطة" أو "شخص يمثل سلطة" تتمتّع "بشرعية" معيّنة، غير خاضعة للنقاش في عقل القائم بالتعذيب، وعندها تبدأ الرحلة…


تعتبر التجربة التي قام بها "ميلغرام" إحدى أهمّ تجارب علم النفس المثيرة للجدل في القرن العشرين، حيث طُلب من مجموعة من المفحوصين (على فكرة..من جميع الأعمار و المهن والطبقات) تقمصّ دور المعلم ومراقبة أداء شخص في تعلم سلسلة من الكلمات، وذلك عبر تقديم "صدمة كهربائية" في كل مرة يقوم فيها المتدرّب بارتكاب خطأ في التذكار. الصدمات الكهربائية تم تقديمها بشكل متدرّج من 30 إلى 450 فولت وبمعدل تصاعدي يبلغ 15 فولت في كل مرة. نتائج التجرية أظهرت أن حوالي 65% من المفحوصين (المعلمين) قد وصلوا إلى الصدمة ذات القيمة 450 فولت وذلك رغم الصيحات المتعالية وطلبات الرجاء المتكررة من قبل المتدرب بالتوقف! (قام بهذا الدور ممثل دُرِبَ على الاستجابة للصدمات الكهربائية بشكل يبدو حقيقيا إلى حدّ كبير). صُدم فريق البحث بالنتائج "المروعة" وتمت مناقشة المفحوصين "الجلادين" بعد التجربة. ولدى سؤالهم عن سبب المتابعة في تقديم الصدمات الكهربائية رغم سماعهم استغاثات المتدرب البائس في الغرقة المجاورة، كان هناك إجماعٌ مفاده: هكذا كانت التعليمات! أو هكذا طلب منا رئيس التجربة!؟ رئيس التجربة هذا تم اختياره بعناية فائقة، رجل يتمتع بملامح حادة نوعاً ما وذو نبرة تتسم بالوضوح الممتزج بالصرامة! هذا الرجل كان يتابع الموقف عن كثب، وعندما يتردد بعض المفحوصين في تقديم الصدمة، كان يتفوّه بعبارة محدّدة من قبيل : أكمل لو سمحت.. أو..ليس لك خيار آخر، أكمل التجربة لو سمحت!


شكلت هذه التجربة "صدمة" عالية المستوى في الوسط العلمي السيكلوجي حول الكيفية "السهلة نسبياً" التي يتم فيها الخضوع لسلطة معينة وتنفيذ أوامر تتعلق بإيذاء وتعذيب أشخاص أبرياء من قبل أناس عاديين لا بل "طيبين"، من المرجح أن يعُدُوا للمرة الألف قبل الإقدام على هذا الفعل لولا وجود هذه السلطة التي تم إسباغها "بشرعية مفترضة"! أعيدت هذه التجربة مرّات عديدة وفي أماكن مختلفة من العالم (مثلاً في استراليا وإيطاليا) واستمرت المفاجأة في النسبة العالية للأشخاص الذين ينفذون أوامر تتعلق بإيذاء الأخرين، فقط لأنّ "رئيس التجربة طلب ذلك أو..هكذا كانت التعليمات"؟!


في تحليله لظاهرة "الخضوع الأعمى للسلطة" أشار زيمباردو (Zimbardo, 2008) (أحد أهم علماء النفس على مستوى العالم حالياً) إلى أن ظاهرة التعذيب تتركز على "بعيرين" إثنين، أحدهما يتصل بالإيديولوجيا السائدة والمهيمنة في زمن معين والآخر على علاقة كبيرة بالحاضن الإجتماعي لفكرة التعذيب ومدى تقبلها في المجتمع بشكل عام. وهنا بيت القصيد…


هل تتذكرون برنامج حكم العدالة، الذي كانت تبثه إذاعة دمشق (لا مئطوعة ولا ممنوعة كما يقول المثل) في الواحدة والنصف من ظهر كل ثلاثاء في فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الغابر؟ أحسنتم، إنه "المساعد جميل" الذي كان يهدد به أحد الأخوين "قنوع" المتهمين "الافتراضيين" بعبارة أصبحت مثالاً للتندّر: بدك تحكي ولا بجيب لك المساعد جميل؟


إنظروا مرة أخرى إلى مشاهد العنف الوحشي من قبل أجهزة الأمن ضد المتظاهرين العزل ولا تتعبوا أنفسكم كثيراً في البحث عن جماعة "طائفية" أو "عرقية" لتجاهروا وتقولوا: ألم نقل لكم! لا..بل تفحصوا مرات ومرات في "آليات السلطة والخضوع" في بيئة حاضنة، وعندها ربما سترون مثلي بأن "المساعد جميل" قابع في القمقم المسكون فينا، وستعرفون بأن العنف لا دين له ولا طائفة ولا مذهب..إنه الاعتقاد الجازم، غير القابل للنقاش بأن ما نفعله هو في "مصلحة الوطن" ومن "ضرورات الأمن" و"التصدي للمؤامرات" وهذا كافٍ إلى حد بعيد حتى نتحول لقوم "لا يُمَيزون الجَمَل من الناقة"..والسلام عليكم.


المراجع:

Blass, T. (2004). The Man Who Shocked the World: The Life and Legacy of Stanley Milgram . New York: Basic Books.

Milgram, S. (1974, 2009). Obedience to Authority: An Experimental View. New York: Harperprennial Modernthought.

Zimbardo, P. (2008). The Lucifer Effect: Understanding How Good People Turn Evil. New York: Rndom Hause.

الجمعة، ٢٠ مايو ٢٠١١

كتاب ( الإنسان والمقدس ) - تأليف: روجيه كايوا وترجمة: سميرة ريشا













الإنسان والمقدس


تأليف: روجيه كايوا

ترجمة: سميرة ريشا

إصدار: المنظمة العربية للترجمة 2010


نبذة عن الكتاب : http://bit.ly/j54JY5



الـتــحـمــيـل





أتمنى لكم قراءة ممتعة

الأربعاء، ١٨ مايو ٢٠١١

الرد على فيديو ( صفعة قوية فى وجة الملحدين ) الذى يتحدث عن العدالة الألهية















 أولاً : عنوان الفيديو كما وجدته على ال youtube - "صفعة قوية فى وجة الملحدين" - يدل على القصور الواضح لصاحب الفيديو لتفهمه لثقافة الحوار ، لأنه هنا لم يلتزم فقط بأداب الحديث و لكن أيضاً اخطأ فى مضمون العنوان ، لأن العنوان يوضح ان حجة قوية جداً من حجج الملحدين قد تم نقضها بشكل علمي موثق - مثلاً : ظهور أدلة علمية أتفق علي صحتها أغلبية علماء البيولوجي لنفي صحة نظرية التطور - و لكن هنا الدكتور مصطفي محمود يتكلم على أحجية العدالة الألهية و يقول رأيه فيها ، و من ثم فهذه ليست صفعة قوية بل أحجية جيدة موجهة للملحدين و هذا غير مبين فى مضمون عنوان الفيديو.



 ثانياً : شاهدوا الفيديو ، هو مدته 9 دقاق و 3 ثواني ، ثم سوف أطرح أنا فى " ثالثاً" المغالطة المنطقية التى وقع فيها مصطفي محمود من وجهة نظري.






 ثالثاً : هو يتكلم عن العدل ، و يوضح ان الخير هو القاعدة و الشر هو الأستثناء ، و كلامه صرحتاً يبدو منطقي للوهلة الأولي ، و لكنه نسي ان الله لا يعدل هنا عندما يموت الأطفال ، لأن الطفل عندما يموت هيدخل الجنة فوراً لأنه بلا ذنب ، بينما الناضج الذى قد يتعرض لتجارب قد يخطأ فيها و يسيء فيها الى الله فأن أحتمال دخوله للنار سيكون احتمال كبير بعكس الطفل الذى لم يخوض اى تجارب و دخل للجنة مباشرتاً ..... اذن الله لم يعدل هنا فى عملية "الأختبار" بين كل بنى البشر ، اذن اين الدقة - المفترضه من الله - هنا فى عملية العدل الألهي ؟؟؟


============================
تحديث بتاريخ 26 يناير 2012
============================

قرأت اليوم دراسة هامة جداً عن ان الجين البشري يلعب دور جوهري فى الميل نحو حياة الجريمة ... التفاصيل على هذا الرابط:

فاذا كانوا المجرمين لم يختاروا الجين الذي ولدوا به و لم يختاروا البيئة المحيطة من حيث المستوى الاجتماعى والثقافي و ما بهذه البيئة من ظروف حياتيه تلعب دور مكمل للجين في تكوين العقلية الاجرامية ، فكيف اذن نوصف العدالة الألهية بأنها فعلاً عادلة عندما يكون جزائهم بعد الموت هو النار والعذاب الابدى؟!!

الأحد، ١٥ مايو ٢٠١١

كتاب "المفكّرون الأحرار في الإسلام" ، تأليف: دومينيك أورفوا ، و ترجمة: جمال شحيّد














العنوان : المفكّرون الأحرار في الإسلام
المؤلّف : دومينيك أورفوا
المترجم : جمال شحيّد
المراجعة : مروان الدّاية
النّاشر : رابطة العقلانيّين العرب دار السّاقي
سنة النّشر : 2008

الفكر الحرّ هو ظاهرة ذاتية وأصيلة في الحضارة العربية الإسلامية، وإن يكن انحصر في قلّة من المفكّرين النقديين ممن طالت يد القمع كتاباتهم، وحتى حياتهم، وألصقت بهم تهم الزندقة والخروج عن الصراط المستقيم.
روّاد الفكر الحرّ هؤلاء يتصدّر صفوفهم مشاهير من أمثال ابن المقفع والرازي والمعرّي، ولكن كذلك مغمورون أو مهمّشون من أمثال ابن الريوندي والوراق، أو أخيراً ملّيون ينتمون إلى الحضارة نفسها وإن كانوا لا ينتمون إلى الديانة نفسها من أمثال حنين بن اسحق وحيويه البلخي وابن كمونة.
يؤكّد هذا الكتاب البعد الانفتاحي، وحتّى النقدي، للحضارة العربية الإسلامية في المجال الديني قبل أن تنغلق على نفسها مع سيطرة الفكر الفقهي والأصولي الذي قادها إلى ليل "الانحطاط" الطويل.

دومينيك أورفوا: مستعرب فرنسي معاصر. باحث ومتخصّص في الإسلام وأستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة تولوز.


التــحـمـــيـل





 أتمنى لكم قراءة ممتعة

أستمتع بالأفكار النجسة التى تأتى لك عندما تجامع زوجتك لأنها فى واقع الأمر مفيدة صحياً ولا تعتبر خيانة









هذه المقالة التى ذكرت على موقع الـ CNN Arabic توضح ان الافكار الجنسية التى تأتى للشركاء - السعداء مع بعضهم البعض - اثناء ممارسة الجنس هى افكار تزيد من المتعة و الأستمتاع ، ولا تعتبر خيانة زوجية.


و التسأل هنا : هل هذا ضد الدين؟ أم أن التفسير الرجعي للدين يجب ان يتغير ليواكب نتائج الأبحاث العلمية المتجددة بأستمرار؟



 أتركم مع المقالة :-


دراسة: التخيلات الجنسية تطال معظم البشر
السبت، 14 أيار/مايو 2011، آخر تحديث 17:45 (GMT+0400)
دعوة إلى عدم ''الخوف'' من هذه التخيلات
دعوة إلى عدم ''الخوف'' من هذه التخيلات
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- اعتبرت دراسة أمريكية أن الغالبية الساحقة من الناس تعيش تخيلات جنسية خلال القيام بعلاقات مع الشركاء، وتشمل تلك التخيلات شخصيات شهيرة أو نجوم في الحقل الفني أو حتى أصدقاء قدماء.
وأشارت الدراسة إلى أن 98 في المائة من الرجال و80 في المائة من النساء تنتابهم تلك التخيلات خلال إقامة العلاقة.
وقال إيان كيرنر، الكاتب المتخصص في شؤون الصحة الجنسية لـCNN إن التخيلات هي جزء من الحياة الجنسية السعيدة لأن الناس يشعرون بالسعادة عند تخيل أمور حميمة مع أشخاص يرتاحون لهم.
وذكر كيرنر أنه - وبخلاف ما يظن البعض - فإن التخيلات لا تحصل إلا لدى الذين يعيشون حياة جنسية سعيدة مع الشركاء لدرجة تسمح لهم بالشعور بالحرية لاستكشاف أمور جديدة، لذلك تزداد التخيلات مع ازدياد السعادة مع الشركاء، وذلك وفق بحث علمي أجراه الأخصائي هارولد ليتنبيرغ.
وأضاف كيرنر أن السعادة الجنسية مع الشريك تحفز قدرات التخيّل بهدف زيادة الشعور بالرضا والسرور، خاصة وأن الناس بشكل عام تتصرف بصورة محافظة في حياتها العادية، ولا تميل إلى التحرر وتخيّل إقامة علاقات متعددة إلا بعد الاكتفاء مع الشركاء.
وشرح قائلاً: "في معظم الأحيان لا تكون المشاكل مرتبطة بالتخيلات التي نشعر بها، بل بردات فعلنا تجاه تلك التخيلات وما يرافقها من مشاعر بالذنب والعار والمخاوف التي تنتابنا حيال معناها."
ولفت الأخصائي في شؤون الصحة الجنسية إلى ضرورة ألا يقاوم المرء التخيلات الجنسية التي تنتابه وألا يشعر بتأنيب الضمير حيالها، ودعا الناس بالمقابل إلى الاستمتاع بها وعدم السعي لـ"اقتلاعها" من المخيلة وإلا تحولت إلى هاجس دائم يطارد صاحبه.

السبت، ١٤ مايو ٢٠١١

تسألات منطقية عن فحوي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم









كتب سلامة كيلة مقالة عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بعنوان ( كيف يكون الإعجاز علمياً؟ - حول أسلمة العلوم و"تأصيل" المكتشفات العلمية ) بموقع الأوان بتاريخ الجمعة 25 آذار (مارس) 2011

و المقالة تتناول نقاط هامة مثل : اذا كان عقول علماء الغرب - التى بالمناسبة أغلبها ملحده و لادينية - لم تقراء نصوص القرآن فكيف لها ان تتوصل للأنجازات العلمية التى يزعم الأشارة إليها فى القرآن؟ مما يطرح تسأل مكمل للتسأل الأول و هو كيف للمتعمقين فى نصوص القرآن لم يستطيعوا التوصل للإنجازات العلمية - او حتى التنبؤ بها - طالما انها مشار إليها فى نصوص القرآن؟





أتركم مع المقالة :-




كيف يكون الإعجاز علمياً؟
حول أسلمة العلوم و"تأصيل" المكتشفات العلمية






أسلمة العلوم هو ما تحاول الأيديولوجية الأصولية الشغل عليه، ليس بمعنى إضفاء طابع إسلاميّ على تدريس العلوم فقط، بل بمعنى إعادة كلّ التطوّر العلميّ وكلّ المكتشفات الحديثة إلى النص الدينيّ، من خلال التأكيد على "المرجعية الدينية" لهذه المكتشفات. ولهذا يصبح لكلّ مكتَشف علميّ جديد أصل في النص الدينيّ (القرآن)، بحيث تجري العودة إلى آيات بعينها، ويجري تفسيرها بما يفيد أنّها تتحدّث عن هذا المكتشف الجديد. وهذا ما بات يسمى بالإعجاز القرآنيّ. فهذا النص "يعرف" هذه المكتشفات قبل أن يكتشفها "الغرب". وبالتالي فإنّ كلّ العلم الحديث لا يعرف أكثر ممّا يتضمّنه النص ذاته. الله يعرف كلّ شيء، ما وجد وما سيوجد، ما اكتشف وما سيكتشف. ولقد ضمّن كلّ ذلك في النص القرآنيّ دون ريب.

لكن، سنلمس هنا بأنّ تفسير الآيات بات يخضع لما توصل إليه العلم، أي أنّ التفسير الذي هو ليٌّ للكلمات بات ينحكم لمكتشف جديد. بمعنى أنّ الآية ذاتها لم يكن من الممكن أن تُفسَّر التفسير ذاته قبلئذ، لأنّ معناها الجديد مستمدّ من اكتشاف جديد. وبهذا لم يعد من معنى محدَّد للآيات نتيجة ذلك، لأنها باتت تخضع للتطوّر العلميّ، وبات تفسيرها يلحق هذا التطوّر. وهنا يصبح منتوج العقل هو مصدر التفسير وليس أي شيء آخر.

هذا المنطق ينطلق من أنّ النص الديني يتضمّن أصلاً كلّ هذه المكتشفات، وما سيأتي منها، ومن ثم ليس من الممكن أن يجري اكتشاف نظرية علمية أو علّة أو طريقة لا وجود لها في القرآن، فهو نص إلهيّ يحتوي كلّ شيء يمكن أن يعرفه البشر. وهو هنا يؤسلم كل التطور العلمي، أي يجد له أساسا في النص الديني، لكي يقول بأنّ –أو يؤكد أنّ- في القرآن كل شيء، ولن يستطيع العقل البشريّ اكتشاف إلا ما هو فيه. وبالتالي فإنّ كلّ ما يمكن أن يعرفه البشر مسجّل في النص الديني هذا. ومن ثم فهو أعلى من العقل البشري، لأنه يسبقه في المعرفة.

لست أعرف لماذا هذا الميل، أو لست أجد سبباً يفرض السعي إلى القول بأنّ في النص الديني ما يعرفه وما لا يعرفون، سوى من أجل فرض هيمنة أيديولوجية مطلقة، لا تقود سوى إلى تدمير "السعي"، وتحويل البحث العلمي إلى بحث لغويّ مفرط في شكليته بدل تطوير العلم، والتأكيد على مقدرة العقل على الاكتشاف. وهو ميل ربما يظهر الطغيان المطلق للشكلية والتواكلية، اللتين لا تفعلان سوى تكريس التخلّف الموروث. وهل من تواكل أكثر من القول بأنّ ما يمكن أن يكتشفه الآخر موجود مسبقاً عندنا، رغم أننا لا نعرفه، ولا نستطيع التوصل إليه، ولن نستطيع عبر هذا الطريق، لأنّ العلم ضدّ الشكلية.

ماذا تعني إعادة كلّ مكتشف علميّ إلى النص القرآني؟ وعمّا تعبّر على صعيد طريقة التفكير المتداولة؟

هنا يمكن أن نتلمّس مستويات ثلاثة تحكم هذا المنطق، فأوّلاً : إنّ المكتشفات العلمية التي يعاد تفسير الآيات على ضوئها قد جرى اكتشافها من قبل أناس لم يقرؤوا القرآن في الغالب، وعلى الأقل لم يعتبروا أنّه مرجع علميّ يمكن الاستناد عليه، وبالتالي فقد توصّلوا إلى مكتشفاتهم عبر التفكير العقليّ والبحث العلميّ. وهو الأمر الذي يجعلنا نقول بأن العقل البشري هو الذي استطاع أن يتوصل إلى هذه المكتشفات، وهو قادر على ذلك. إذن، ما أهمية النص الديني في هذا المجال، سواء حوى أو لم يحوِ ما يفيد ذلك؟ لقد توصّل العقل البشريّ مستقلاً إلى هذه المكتشفات دون حاجة إلى "قول إلهيّ". ولهذا معنى مهمّ، حيث أنّ البشر يستطيعون، عبر "العقل" الذي يملكونه، التوصل إلى مكتشفات هائلة. وبالتالي لن يكون هناك حاجة أو أهمية للنص الديني في هذا المجال. العقل هنا هو المكتشف، وهو الذي يستطيع أن يبحث وأن يتوصل إلى مكتشفات مهمة، ومستمرة.

إذن، العلم يوضّح بأنّ علاقة العقل بالطبيعة هي علاقة مباشرة، ولأنها علاقة مباشرة فهي مثمرة. فهي التي توصلت إلى كل هذا التطور العلمي.

وثانياً: إن "تضمّن" النص الديني لهذه المكتشفات لم يسعف معتنقيه للتوصّل إلى هذه المكتشفات، وهو الأمر الذي يوضّح بأنّ المسألة لا تتعلّق بالنص بل بـ"العقل"، حيث أنّ وجود احتمالية هذا التفسير المتعلق بمكتشف معيّن يجب أن تفضي إلى التوصل إليه عبر "فهم" النص ذاته. لماذا إذن لم يستطع المتبحّرون في النص القرآني، وقرّاؤه ليل نهار، الوصول إلى ذلك إلا بعد أن جرى اكتشافه واقعياً؟

بالتأكيد ليس من فائدة أو أهمية لفكرة لا تقود إلى تحققها في الواقع، أو إلى نظرية لا يجري اكتشافها، أو قانون لم يجرِ تلمّسه. فالاكتشاف هو ما يستطيع العقل البشريّ التوصّل إليه. ولا شكّ أنّ كلّ المكتشفات، والعلمية منها خصوصاً، هي نتاج تطوّر تراكميّ في الوعي بها، ولهذا يستطيع العقل البشريّ التوصل إليها في لحظة محدَّدة. وحين لا توصل الأفكار إلى ذلك فإنّ مشكلة تتحكم بـ"العقل" أو بالنص. هل نقول بأنّ العقل عندنا هو الذي لم يكتشفها في النص، أو انطلاقاً من النص، رغم التمحيص والتدقيق والقراءة المتأنّية المستمرّة على مدى قرون طويلة؟ هل لأنّ التأويل قد انتهى (أو أُنهِي) منذ زمن طويل؟ لكنّ التأويل هو مراوغة في اللغة سوف نشير إليها تالياً. وهل يمكن التوصل إلى هذه المكتشفات دون التجربة؟ لكن ليس في النص الديني دفع نحو التجربة، وعلى العكس تبدو أنها ليست في وارد النص، ولا من أركان السنّة. وبالتالي ما هي العلاقة الممكنة بين النص وتحوّل "مكتشفاته" إلى مكتشفات؟

لكنّ العقل قد اكتشف كلّ المنجزات العلمية دون النص. هنا يكون القول بالإعجاز القرآني تحميلا للنص ما ليس فيه، وليّه بما يناسب مكتشف علمي جديد. وبالتالي تكون مهمة "العقل" هنا هي "إخضاع" الكلمات لما يناسب مفهوما جديدا عبر تأويل يقسر معنى الآيات على ما يناسب طبيعة المكتشف العلمي.

وهذه هي المسألة الثالثة، حيث أن عملية "الإخضاع" هذه تنطلق من تكسير صيرورة الكلمات والمفاهيم، وبالتالي يجري تحميل الكلمات معنى استمدّته حديثاً، أو استمدّته للتوّ مع التفسير اللحظي الهادف إلى مطابقة نص آية من الآيات مع المكتشف العلمي الجديد. وحيث لم يكن لهذه الكلمات هذا المعنى حين صياغة النص. وهنا تتكسر التاريخية وتعم الانتقائية.

حيث أنّ للكلمات صيرورة، كما الأفكار، وكما للوجود ذاته، وليس علمياً أن يستخدم معنى لكلمة تبلور حديثاً لتفسير فكرة وردت فيها هذه الكلمة قبل خمسة عشر قرناً. لهذا يجب أن يجري تلمّس معنى الكلمة زمن النص، لأنّ المعنى يسبق الكلمة، والكلمة هي الترميز للمعنى. وهذا المعنى للكلمة هو الذي يرسخ، ويصبح المحدِّد لمعنى الآيات. ويبقى يتكرّر دون مقدرة على تغييره، حيث سيبدو ذلك خروجاً على السنّة، وتأويلاً مقحماً يعبّر عن انحراف أو حتى إلحاد. ممّا يكرس تفسيراً واحداً مقدّساً لا إمكانية لتجاوزه.

ورغم أنّ التفسير "مقدّس" لا يمكن مسّه إلا أنّ الميل إلى أسلمة العلم تسمح بالدخول في لعبة مراوغة اللغة التي رفضت لدى المعتزلة، وتكرّس المنطق الغزالي الذي يؤكّد أنّ "علينا أن نلتمس الحقائق من الألفاظ". لكن هذه المرة ضدّ العقل، وعبر اتباع تحوير لغويّ يناسب تكييف الآيات مع الحقائق الجديدة. ولهذا يكون الاكتشاف العلمي سابقاً على التفسير ومحرضاً عليه. وإلا لا إمكانية لهذا التفسير الجديد. إن جِدّته نابعة بالتالي من ليّ عنق اللغة لكي تتوافق مع ما هو جديد هنا.

ولكن ما قيمة كل ذلك علمياً؟ لا شيء سوى القول بأنّ النص الديني يحوي كلّ شيء، ما ظهر وما خفي. وما أهمية ذلك في تطوّرنا العلمي؟ لا شيء أبداً. فما قيمة نص لا يوصل إلى مكتشفات علمية، في الحقل العلمي بالتحديد؟ والعلم يفترض تجاوز التأويل لمصلحة البحث والتجريب، والتفكير العقلي.

الخميس، ١٢ مايو ٢٠١١

الحروب و المال و الزواج من أهم اسباب أنتشار الأديان









كتب الأستاذ عادل نورالدين مقالة بعنوان ( كيف تنتشر الأديان؟ ) على موقع الأوان بتاريخ 7 مايو 2011 يتحدث فيها عن عدم منطقية الأحصائيات التى تتحدث عن دخول الألاف فى ديانة ما ، كما تحدث عن الأسباب المنطقية لأنتشار الأديان.



مقالة رائعة ...... أتركم معاها :-


كيف تنتشر الأديان؟




تُطالعنا من حين لآخر بعض المقالات والأخبار، تنشر أرقامًا لعدد معتنقي دين ما، كالإسلام أو المسيحية مثلا. هذه الأرقام غالبًا ما تكون بالآلاف أو عشرات الآلاف. وكثيرًا ما يتردد رقم الـ50 الف معتنق سنويًا أو خلال عدة سنوات. إحصاءات إعتناق الأديان صعبة، خاصة لأنها لا تتم من قبل مؤسسات رسمية ولا تشمل جميع السكان. فهي غالبًا ما تجري على يد جهات دينية تُعدّل الأرقام لكي تخدم رسالتها الدعائية. فتضخيم الأرقام هو نوع من أنواع البروبغندا التي يمارسها كل من يريد إستغلال الأرقام من أجل مصالح خاصة. مثلا، تلجأ بعض الشركات إلى تضخيم أرقام مبيعاتها من أجل الإيحاء بأن منتجاتها ناجحة ويشتريها المستهلكون. وهذا الأمر تمارسه أيضًا الأحزاب السياسية قبل الإنتخابات حينما تعلن توقعات مبالغ فيها لنسبة الأصوات التي ستحصل عليها.

إذن ما هي مصداقية هذه الأرقام؟ أرقام معتنقي الأديان عادة ما تُجمع من المؤسسات الدينية التي تُسجل عمليات تحويل الدين، كالمساجد او الكنائس. وهي أرقام قد تكون أقل من العدد الفعلي حيث الكثير ممن يغير ديانته، يقوم بذلك بعيدًا عن المؤسسات الدينية. في المقابل، هذه الأرقام تشمل فقط من دخل الدين، لا من خرج منه. فإذن، الإعتماد على هذه الأرقام من أجل الدلالة على إنتشار دين ما، من دون رؤية شاملة، سيعطي إيحاء خاطئ بعدد أتباع الدين. بالإضافة، فإن بعض هذه الأرقام قد تكون متضاربة. فالدخول إلى دين ما، يعني خروج من دين آخر أو من الإلحاد. فالمسيحي الذي يُعلن إسلامه، يُسجل كمسلم جديد ولكن إحصاءات الكنيسة لا تحذفه. وكذلك الأمر بالنسبة للمسلم الذي يُعلن تنصره.

نقطة أخرى لا توضحها هذه الأرقام هي في أسباب التحوّل. فهل معتنق الدين الجديد قد دخله لأسباب لاهوتية فقط؟ أو أن هناك أسباب إجتماعية (كالزواج أو المنصب الإجتماعي) أو إقتصادية أو أنه اُجبر على دخول دين جديد قصرًا أو ربما أسباب أخرى؟ هنا، الأرقام لا تعني شيئًا، ولا نستطيع الإعتماد على رقم جاف من دون وجود دراسة موضوعية من أجل إطلاق أحكام حول جذابية دين ما على حساب آخر. هذا ناهيك على أن لكل إنسان رؤيته الخاصة للحياة والتي تجعله يميل لدين بدل عن آخر أو يعدل عن جميع الأديان.

تاريخيًا، لم يكن لمعتنقي الأديان بشكل سلمي وبعد دراسة لاهوتية وإيمان ذاتي، سوى تأثير خفيف جدًا على أرقام إنتشار الأديان. فإعتناق دين ما بعد دراسته و مقارنته مع الأديان الأخرى، يعني أن معتنق هذا الدين يعرف القراءة والكتابة وقد تمكن من الإطلاع على أدبيات أهم الأديان وتمكن من دراستها وقرر بعدها، بشكل حرّ ومن دون أي موانع قانونية أو إجتماعية، أن يتحوّل إلى هذا الدين. وهذا أمر لم يكن متوفرا سوى لعدد قليل جدًا من سكان الأرض، وما زال إلى اليوم غير متوفر لمئات الملايين من الأشخاص. فالقراءة و الكتابة كانت حكرًا على النخبة الحاكمة (الملك و حاشيته) أو على النخبة الدينية. و تاريخيًا أيضًا، فإن معظم دول العالم كانت تدمج الدين بالدولة، وكانت السلطة السياسية تتشكل بمباركة السلطة الدينية (مصر القديمة أو الإمبراطورية الرومانية، أو حتى ملوك فرنسا الذين كانوا يتوجون من قبل بابا روما). إذن، لآلاف الأعوام لم يحصل الإنسان البشري على حرية دراسة و مقارنة و إختيار حقيقي للدين الذي يريد إعتناقه. ومجتمعات بعض الدول اليوم هي إستثناء لهذه القاعدة التاريخية. فحرية العبادة هو أمر حديث نسبيًا، ولم يظهر سوى مع عصور التنوير الأوروبية ولم يتم فعليًا تطبيقه سوى مع إنتشار الإلحاد في القرن التاسع العشر. إذن، فبما أن البحث الذاتي الديني لم يكن له أي تأثير حقيقي على إنتشار الأديان، فكيف إذن إنتشرت الأديان تاريخيًا؟ هناك عدة وسائل إنتشرت عبرها الأديان والثقافات بشكل عام (بما فيها اللغة).

أولاً، عبر الحروب. لا شك بأن مجتمع يغزو آخر ويفرض عليه بالإغراء أو بالإكراه دينا جديدًا هي الوسيلة الأكثر إستخدامًا و الأكثر فعالية في نشر دين جديد. ويكون للحرب العسكرية تأثير أكبر إذا ما تمكن الدين المُهاجم من السيطرة على مقر العبادة الرئيسي للدين المُدافع. فمثلاً، لم يبدأ إنتشار المسيحية في العالم بشكل فعلي سوى حينما تمكنت من السيطرة على مدينة روما، معقل الديانة الرومانية، بعد إعتناق الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول المسيحية. الأمر نفسه يتكرر مع الإسلام، حيث لم يبدأ الإسلام إنتشاره العسكري الفعلي خارج الصراعات القبلية العربية، سوى مع السيطرة على مكة، معقل الديانات الوثنية العربية. وفي معظم الأحيان، تبني النخبة الدينية مقرها الديني في مكان المقر الديني للديانة المهزومة، وهو أمر نراه أيضًا في قيام السلاطنة العثمانيين بجعل القسطنطينية، مقر الكنيسة الأرثوذكسية، عاصمة لإمبراطوريتهم. الحرب أيضا إستخدمت من قبل الأديان الوثنية القديمة من أجل نشر ديانتها، وأبرز مثال على ذلك هو الحروب التوسعية الرومانية والتي فرضت الديانة الرومانية على الشعوب المهزومة.

الوسيلة الثانية لإنتشار الأديان هي المال. و هذه الوسيلة تُكمل معادلة العصا والجزرة. فإذا لم يعتنق الدين الجديد بالقوة، فسيعتنقها بالإغراء المالي. طبعًا المقصود بالمال ليس دفع أموال مباشرة مقابل تغيير الدين، ولكن عبر فرض قوانين وتشريعات تعطي أتباع الديانة الرسمية حقوق أكثر من غيرهم. فقد تكون بعض مناصب السلطة السياسية حكرًا على ديانة ما، أو قد يُمنع أتباع الديانات الاخرى من بعض الوظائف أو الأعمال، أو يُمنعون من شراء الأراضي الزراعية، أو قد يُفرض عليهم ضرائب إضافية، كالجزية مثلا، من أجل حثّهم على تغيير ديانتهم. وهذه التشريعات تُفرض بعد نهاية الحرب العسكرية وإنتصار الجيش المُهاجم، أو قد تُفرض في أوقات السلم في دول تملك ديانة رسمية وترغب في القضاء على أقلياتها. قوانين كهذه أجبرت العديد من اليهود على إعتناق المسيحية في أوروبا في القرن التاسع العشر، وهي كانت عامل هام في إنتشار الإسلام بين غير المسلمين في المجتمعات الخاضعة لسلطة الخلافة الإسلامية. المال أيضًا يُستخدم من أجل إيجاد نموذج إقتصادي فردي ناجح، تأخذه الديانة كنموذج على أفضليتها أمام الشعوب الفقيرة. وهذا ما كان يحصل حينما يذهب التجار الأغنياء إلى دول فقيرة، فيتم الإيحاء للفقراء بأن دين التاجر هو أحد أسباب نجاحه المالي.

الوسيلة الثالثة هي الزواج. والمقصود ليس فقط إعتناق الزوج أو الزوجة دين الآخر، بل قيام رجل من دين ما بالزواج من إمرأة من دين آخر، حيث سيكون أطفالهم على ديانة الأب. الأمر قد يصلح بشكل عكسي إن كنا في مجتمع يؤمن بعدالة بين الرجل أو المرأة، ولكن تاريخيًا، المجتمعات البشرية كانت (و ما زالت) مجتمعات ذكورية، يتبع فيها الأولاد ديانة الأب (أو هكذا يعتبرهم المجتمع و إن إتبع الاولاد ديانة الام). الزواج إستخدمته جميع الشعوب من أجل نشر ديانتها وثقافتها على مجتمع آخر. فهذا ما كانت تقوم به روما القديمة أو الأوروبيين خلال سيطرتهم على قارة أمريكا أو غيرهم الكثير. وهنا نستطيع العودة عشرات الآلاف من الأعوام إلى الوراء، حيث تقول إحدى النظريات أن سبب فناء إنسان النياندرتال سببه التزاوج مع الإنسان الحالي (Homo sapiens).

هناك طبعًا وسائل أخرى إستخدمتها الأديان من أجل إنتشارها وبعضها ما زالت تستخدمه وبعضها جديد. فالمعضلة أمام السلطات الدينية اليوم، هي أن نسبة الأميين إنخفضت بشكل كبير، وأن الإنعزالية العقائدية والفكرية أصبحت شبه مستحيلة. فاليوم بإستطاعة جزء كبير من سكان الأرض أن يتعرفوا على المعتقدات الدينية الأخرى ويقارنوها مع غيرها. مع إنتشار وسائل التواصل بين سكان الأرض و إزدياد القناعة بأن الدين جزء من الحريات الفردية، أصبحت السلطات الدينية بحاجة إلى التجديد، ليس فقط لنشر معتقداتها، بل للحفاظ على أتباعها. فالوسائل القديمة، رغم أنها ما زالت مُستخدمة بشكل كبير في جزء كبير من الدول، لم تعد تجدي نفعًا كما في السابق. ولم يعد بإستطاعة رجل الدين أن يجذب الأتباع ببعض الكلمات الغامضة والمُبهمة. اليوم، أصبح بحاجة إلى أن يجادل ويناقش، ليس فقط مع الأديان الاخرى، بل أن يحاول أن يثبت أن أقواله الدينية لا تتعارض مع الحقائق العلمية. وفي هذا الصراع الإعلامي، تكون فيه أرقام معتنقي الديانة، وسيلة لرجل الدين ليثبت أمام أتباعه، أن عمله يؤتي بثماره الجيدة…