الخميس، ٣ نوفمبر ٢٠١٦

من خلق الله؟ - السؤال فعلا غير منطقي









هذه ردود المؤمنين على سؤال: من خلق الله؟

سؤال "من خلق الله؟" غير منطقي ، لأن الله هو من خلق الكون بكل ابعاده بما في ذلك بُعد الزمان والمكان ، وبما انه خارج هذا الاطارالكونى فبالتالي هو خارج الطرق العلمية التى نستخدمها في رصد وقياس الظواهر المحيطة بنا ، ومن ثم فكرة تخيل الله كالبشر يلد ويولد فهذا يعتبر خلط لصفاتنا البشرية بالصفات الآلوهية ...... هكذا يري المؤمنون.

وايضاً يقولون انها دائرة مفرغة تدل على عدم منطقية السؤال لان اذا قلنا ان الله خلقه إِله ثاني فمن خلق هذا الإِله الثاني ، واذا كان هذا الإِله الثاني مخلوق من إِله ثالث فمن خلق هذا الإِله الثالث .... وهكذا ؛ فأذن الاستنتاج هو ان الله - الإِله الذي لا يوجد غيره كما يري المؤمنون - لا يمكن ان يكون مخلوق من إِله او من آلِهة اخرى.

وهذا اقتباس من كلامهم لتوضيح:-
فهذا السؤال من نوعية "من خلق غير المخلوق؟" يشبه منطقية سؤال "من هي زوجة العازب؟".
فنحن لا نستطيع أن نقيس درجة الحرارة باستخدام شريط قياس (مازورة).

وأنا كـ "ملحد" سوف أرد بكل بساطة بالتالى:-

أولاً: لماذا الجزم بأن الإِله الأبراهيمي - إِله اليهودية والمسيحية والاسلام - هو إِله غير مخلوق من إِله أخر؟ لماذا لا يكون الإِله الأبراهيمي هو نتاج تزاوج إِله بإلهة؟ ولماذا لا يكون الإِله الاول الأزلى له نسل من آلِهة متباينون فى اعمارهم وقدرتهم ، وان الإِله الأبراهيمي هو إِله من ضمن هذا النسل؟

ثانياً: أذا سلمنا بوجود "الإِله الأول والأوحد" الذي لا شريك له وأنه هو الإِله الأبراهيمي ، فلماذا الجزم بأن وجوده ليس مرتبط بمسبب فيزيائي ما - سواء كان هذا المسبب الفيزيائي من داخل كوننا او خارجه - ولماذا نربط وجود الآله بأزلية مرتبطه زمنياً بقياسنا البشري لمفهوم الزمن بكوننا؟

ثالثاً: يوجد اجماع اكاديمي على نظرية الانفجار العظيم - وهى النظرية المفسرة لنشأة الكون - أضغط هنا لتقرأ عنها ، ولكن نحن لا نعلم ماذا كان قبل الانفجار العظيم - بالطبع يوجد نظريات مفسرة لكن ليس يوجد اجماع اكاديمي على اى منهما - أضغط هنا لتقرأ عن هذه التفسيرات ، وبالتالى فأن السؤال "من خلق الله" كمثل سؤال "من اين جاء المسبب لوجود الكون؟" فكيف نسأل هذا السؤال ونحن لا نعلم ماهية هذا المسبب من الأساس ..... وبالتالى انا اتفق مع المؤمنين بأن السؤال فعلا غير منطقي ... غير منطقي لأن "الله" هي الفرضية التى لا يمكن ابداً اختبارها علمياً ؛ وما خرج عن نطاق المنهج العلمي دخل فى نطاق الغيبيات ... وفي الغيبييات لا يوجد ما يحكمك فى وضع التفسير المناسب فكله سواء.