فى نقاش دار بيني و بين اصدقاء لى عن كيفية الأجابة عن سؤال ( هل يستطيع الله أن يخلق كائن اقوى منه ؟ ) أشارت صديقة لى على خطأ طرح هذا السؤال من الناحية المنطقية مستشهده بهذه الجزئية من موضوع بـ منتدى البستان المتنوع
قدرة الله هل تتعلق بالمستحيلات عادة أم عقلا ؟ :
وأنا أسأل في النهاية " هل قدرة الله التي لا تحدها حدود متعلقة بالمستحيلات عقلا أم بالمستحيلات عادة ؟" , أو " هل الله القادر على كل شيء , هو قادر على المستحيلات عقلا أم عادة ؟ ".
والجواب على السؤال :
وإن كان من غير اللائق أو من غير الجائز أن نقول " الله ليس قادرا على ...",فإنني أقول وأؤكد على أن قدرة الله غير المحدودة لا تتعلق أبدا بالمستحيلات عقلا وإنما هي تتعلق بالمممكنات عقلا حتى ولو كانت مستحيلة عادة .
لا يُـقبل أبدا ولا يستساغ أبدا ولا يجوز أبدا أن نسأل " هل الله قادر على أن يجعل 1 مساويا لثلاثة ؟! " , أو
" هل الله قادر على أن يجعل الإبن أكبر سنا من أبيه ؟! " , أو " هل الله قادر على أن يجعل الجزء أكبر من الكل ؟! " أو ...
ا- لأننا إن أجبنا ب " الله قادر على ذلك " , يمكن أن يقال لنا عندئذ بأن الله إذن خرافة وكذب ودجل وشعوذة , لأن هذه الأشياء تدخل ضمن المستحيلات عقلا ولا يقبل بها إلا المجانين من الناس , ويصبح الله عندنا نحن المسلمين كما هو الحال عند النصارى الذين حرفوا الإنجيل وكذبوا على الله وعلى أنبيائه وقالوا بأن الله واحد وثلاثة في نفس الوقت , وهو مستحيل عقلا .
ب- وأما إن أجبنا عن السؤال ب " الله ليس قادرا على ذلك " قيل لنا " إذن الله عاجز , فلماذا تقولون لنا بأن الله على كل شيء قدير ؟! " .
والحقيقة هو أن السؤال أساسا لا يجوز طرحه ما دام متعلقا بالمستحيلات عقلا . الله قادر على كل شيء , نعم , ولكن قدرته اللامحدودة متعلقة بالممكنات عقلا حتى ولو كانت مستحيلة عادة , ويدخل في ذلك خلق الله للسماوات والأرض وكذا القدرة على الخلق والإفناء , وكذا اطلاعه على السر والعلن من شؤون المخلوقات وكذا معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء و... إلى آخر القائمة غير المنتهية .
وأما الحديث عن قدرة الله أو عدم قدرته على المستحيلات عقلا فهو لغو لا طائل من ورائه , ولا يجوز لأي مسلم أن ينجر إليه : لا يجوز له أن يسألَ كما لا يليق به أن يجيب
و الرد ببساطه على هذه الأحجية يكمن فى تعريف "المقبول عقلياً"
فالعقل البشري يتقبل الحقيقة وفق الأدلة الملموسة من ناحية و التأكيدات من "ذوى المصداقية" من ناحية أخرى
فمثلاً من 1400 سنة اذا تكلمنا عن هل بالأمكان تصنيع جهاز يقوم بتوصيل كلام الناس عن بعد - اقصد الموبيل - فهنا كنا سنتكلم على هذه الأحجية المتعلقة بمستحيل العادة و مستحيل العقل ، اى ان من 1400 سنة فكرة الموبيل كانت مستحيلة عقلياً و ليس مستحيل عادة و هذا بسبب ان العقل البشري لم يكن لديه حينذاك أدلة على تواجد هذا الجهاز أو اقوال من علماء - او "ذوى المصداقية" - تؤكد أمكانية اختراع مثل هذا الجهاز فى المستقبل
مذكور فى الأحجية انه من الخطأ ان نقول هل الله يستطيع جعل 1 = 3
و انا اقول لماذا خطأ؟؟؟
هل العقل البشري لن يستطيع فى المستقبل التحايل على مثل هذه البدهيات؟ أليس من البديهي انه لا يمكن أرجاع الزمن الى الوراء ، و بالرغم من ذلك ظهرت الفرضيات العلمية التى تتحدث عن إمكانية الرجوع الى الزمن و أيضاً السفر الى المستقبل
http://en.wikipedia.org/wiki/Time_travel
أليس من البديهي انه من المستحيل - كما يتخيل البعض - ان يخلق مجموعة من العلماء ذبابة؟ و لكن العالم كله تفاجأ عندما شاهد على شاشات التلفاز و وسائل الأعلام الأخرى خبر تصنيع أول (خلية حية صناعية) فى تاريخ البشرية
http://aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11498&article=570625
مما يفتح الباب فى المستقبل لتخليق أول كائن حي - و من يدرى فقد يبدأوا بالذبابة - و هذا يزيد التأكيد على ان المستحيلات ليس لها قاعدة تربطها بمستوى محدد من التحدي.
و تأتى مسألة تأكيد "ذوى المصداقية" لمعلومات معينة بمثابة مدخل رئيسي - و خطير - للـ (مقبول عقلياً )
فنحن نرى ان الأغلبية الساحقة من اتباع الأديان المختلفة عبر الزمن كانوا - و مازالوا حتى الأن - يصدقون الخرفات التى بأديانهم لأنهم بالأساس يثيقون فى آباءهم و أمهاتهم و اولياء أمورهم فى العائلة و المجتمع - و هم من أقصدهم بـ"ذوى المصداقية" لأنهم يمتلكون مصداقية عند أتباعهم من الذين نشاءوا على ايديهم - و هذا يفسر لماذا كل انسان يري ان اديان غيره خرفات بينما دينه هو الصحيح ، بالرغم انه لم يقوم بعمل مقارنة أديان او مارس فلسفة الأديان بشكل موضوعي.
أنا تكلمت عن كل هذا حتى أوضح ان تقبل العقل البشري للمستحيل هو نسبي جداً ولا يقوم على أساس مطلق و من ثم فأن مصطلح كـ ( المستحيل عادة او المستحيل عقلاً ) لا يتفق مع الواقع لأن "المستحيل عقلاً" سيظل مستحيل بالنسبة الى عقولنا و لن يتحول الى "المستحيل عادة" إلا عندما تأتى النظريات العلمية - او الفرضيات العلمية - التى توضح إمكانية حدوث ذلك فى المستقبل ، و لذلك ستبقى مقولة (1=3) مستحيل عقلاً الى ان تأتى نظرية علمية تبرهن على إمكانية الوصول الى هذه المعادلة بشكل ما و هنا تصبح حقيقة.
و لكن السؤال نفسه ( هل يستطيع الله أن يخلق كائن اقوى منه ؟ ) مطروح بشكل منطقي جداً ، فتوليد قوة ذى درجة عالية من قوة ذى درجة أقل هو أمر نشاهده فى حياتنا ، فالشاب ذى العضلات المتعقل قد يكون من لأب و أم ضعفاء من الناحية الجسدية و الفكرية .... نعم أعلم ان الأب و الأم ليسو قوة مطلقة ، و لكن اذا كانت القوة المطلقة لا تستطيع خلق قوة أعظم منها ، فهذا يطرح شكوك على مدى مقدرة هذه القوة؟! خصوصاً و أن كنا نتحدث هنا عن الأله الأبراهيمي - الله.
يوجد من يقول انه من الخطأ قول ان ( القوة المطلقة تخلق قوة أعظم منها ) لأنه حينذاك لن تكون هذه القوة - التى قامت بالخلق - قوة مطلقة ..... و أنا أستغل هذا الطرح لأثبت انه من الخطأ الادعاء اذن بوجود قوة مطلقة لأنها امام عدم مقدرتها على تصنيع قوة أعظم منها تكون بالتالى عـاجـزة.
و يوجد من يقول انه ربما سيتواجد برهان علمي فى المستقبل يؤكد على ألوهية الله حتى بعد خلقه لأله أعظم منه ، و انا لست ضد هذه الأحجية و لكن الى ان يتواجد هذا البرهان ، فيبقي منظورنا لماهية الألوهية مشكوك فى أمره.
http://en.wikipedia.org/wiki/Time_travel
أليس من البديهي انه من المستحيل - كما يتخيل البعض - ان يخلق مجموعة من العلماء ذبابة؟ و لكن العالم كله تفاجأ عندما شاهد على شاشات التلفاز و وسائل الأعلام الأخرى خبر تصنيع أول (خلية حية صناعية) فى تاريخ البشرية
http://aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11498&article=570625
مما يفتح الباب فى المستقبل لتخليق أول كائن حي - و من يدرى فقد يبدأوا بالذبابة - و هذا يزيد التأكيد على ان المستحيلات ليس لها قاعدة تربطها بمستوى محدد من التحدي.
و تأتى مسألة تأكيد "ذوى المصداقية" لمعلومات معينة بمثابة مدخل رئيسي - و خطير - للـ (مقبول عقلياً )
فنحن نرى ان الأغلبية الساحقة من اتباع الأديان المختلفة عبر الزمن كانوا - و مازالوا حتى الأن - يصدقون الخرفات التى بأديانهم لأنهم بالأساس يثيقون فى آباءهم و أمهاتهم و اولياء أمورهم فى العائلة و المجتمع - و هم من أقصدهم بـ"ذوى المصداقية" لأنهم يمتلكون مصداقية عند أتباعهم من الذين نشاءوا على ايديهم - و هذا يفسر لماذا كل انسان يري ان اديان غيره خرفات بينما دينه هو الصحيح ، بالرغم انه لم يقوم بعمل مقارنة أديان او مارس فلسفة الأديان بشكل موضوعي.
أنا تكلمت عن كل هذا حتى أوضح ان تقبل العقل البشري للمستحيل هو نسبي جداً ولا يقوم على أساس مطلق و من ثم فأن مصطلح كـ ( المستحيل عادة او المستحيل عقلاً ) لا يتفق مع الواقع لأن "المستحيل عقلاً" سيظل مستحيل بالنسبة الى عقولنا و لن يتحول الى "المستحيل عادة" إلا عندما تأتى النظريات العلمية - او الفرضيات العلمية - التى توضح إمكانية حدوث ذلك فى المستقبل ، و لذلك ستبقى مقولة (1=3) مستحيل عقلاً الى ان تأتى نظرية علمية تبرهن على إمكانية الوصول الى هذه المعادلة بشكل ما و هنا تصبح حقيقة.
و لكن السؤال نفسه ( هل يستطيع الله أن يخلق كائن اقوى منه ؟ ) مطروح بشكل منطقي جداً ، فتوليد قوة ذى درجة عالية من قوة ذى درجة أقل هو أمر نشاهده فى حياتنا ، فالشاب ذى العضلات المتعقل قد يكون من لأب و أم ضعفاء من الناحية الجسدية و الفكرية .... نعم أعلم ان الأب و الأم ليسو قوة مطلقة ، و لكن اذا كانت القوة المطلقة لا تستطيع خلق قوة أعظم منها ، فهذا يطرح شكوك على مدى مقدرة هذه القوة؟! خصوصاً و أن كنا نتحدث هنا عن الأله الأبراهيمي - الله.
يوجد من يقول انه من الخطأ قول ان ( القوة المطلقة تخلق قوة أعظم منها ) لأنه حينذاك لن تكون هذه القوة - التى قامت بالخلق - قوة مطلقة ..... و أنا أستغل هذا الطرح لأثبت انه من الخطأ الادعاء اذن بوجود قوة مطلقة لأنها امام عدم مقدرتها على تصنيع قوة أعظم منها تكون بالتالى عـاجـزة.
و يوجد من يقول انه ربما سيتواجد برهان علمي فى المستقبل يؤكد على ألوهية الله حتى بعد خلقه لأله أعظم منه ، و انا لست ضد هذه الأحجية و لكن الى ان يتواجد هذا البرهان ، فيبقي منظورنا لماهية الألوهية مشكوك فى أمره.