الاثنين، ١٠ أكتوبر ٢٠١١

مشكلة الدين تكمن فى المنهجية الفكرية وليس في المادة المعلوماتية












لما بسأل اصدقائي على الفيسبوك و قولهم انتوا معتنقين دينكم عبر التوريث الفكري ولا عبر الحجج و البراهين؟ فبلاقي ان الغلب الردود مع الاختيار الثانى - الحجج و البراهين !!!


و لكن انا لا اعتقد ذلك .......


انا اعتقد انهم متوهمون ذلك لأن المقصود بالـ "الحجج و البراهين" فيما يخص الدين يكمن فى "فلسفة الأديان" و هى فلسفة لا تمارس إلا من خلال الحوار بين اتباع الاديان المختلفة ومناقشة حجج الملحديين واللادينيين ، وان يكون الحوار علي قدر عالى من الموضوعية والحياد ، ولكن هذا لا يحدث فى ادوار العبادة ، فالاطفال من صغرهم يتم غسيل عقولهم بمادة معلوماتية معينة وتتربط هذه المادة بالعواطف النشأة من ممارسة الطقوس الدينية ، و لذلك نرى الدفاع القوى لأتباع الأديان عن أديانهم - كل الاديان حول العالم و ليس الاسلام و المسيحية فقط - لأن فى الأساس كانت التنشأة ليست على فلسفة الأديان و لكن على دين معين لم يختار الطفل ان يعتنقه.


و لكن الاسواء من ذلك هو رفض رجال الدين لفلسفة الاديان ، ففي الأسلام توجد فتوى برقم 15514 على موقع اسلام ويب تستنكر فيها الفلسفة ، و هذا نصها :-

الفلسفة في الأصل هي البحث عن الحكمة، وعرفها سقراط بأنها البحث العقلي عن حقائق الأشياء المؤدي إلى الخير. وهي بهذا المعنى أمر حسن، ولكن واقع الفلسفة هو الخوض في علم الكلام، وتحكيم العقل في العقائد ومنها الإلهيات والنبوات والغيبيات وغيرها. وبسبب ذلك انحرف الفلاسفة في هذه العقائد انحرافات خطيرة، حتى قالوا: بقدم العالم ونفي المعاد، وقد تأثر بهم طائفة من الفلاسفة المنسوبين إلى الإسلام كابن سيناء والفارابي وآخرين. ولهذا فإن السلف قد حذروا من الخوض في الفلسفة والكلام، حتى قال الشافعي: حكمي في أهل الكلام أن يطاف بهم على العشائر، ويضربوا بالجريد والنعال، ويقال: هذا جزاءُ من ترك كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. والحاصل أنه لا يجوز الاشتغال بالفلسفة إلا لمن أراد بيان ضلال الفلاسفة مع الحذر الشديد، وبعد التمكن من العلوم الشرعية، والعقائد الصحيحة، وحتى بعد تحصيل كل هذا فالأسلم الابتعاد، فقد قال ابن العربي كلمته المشهورة عن الغزالي : (شيخنا أبو حامد الغزالي ابتلع الفلاسفة فأراد أن يتقيأهم فما استطاع). وإذا كانت الفلسفة تترك آثارها وبصماتها السيئة على مثل الغزالي وقد بلغ في كثير من الفنون ما بلغ بالإضافة إلى عقله الراجح، وذكائه المفرط، فما بالك بغيره؟أما الفكر فهو لغة: إعمال الخاطر في شيء، كما قاله ابن منظور ، والفكر هو نتاج التفكر، وإذا كان هذا الفكر منضبطاً بالشرع فهو الفكر الإسلامي، وإذا كان مخالفاً للشرع فهو فكر غير إسلامي. وعليه، فإننا نستطيع أن نعرف الفكر الإسلامي: بأنه مجموعة العلوم والمعارف القائمة على أسس وموازين إسلامية، أو هو نتاج التفكير الإسلامي الملتزم بالأسس والضوابط الإسلامية.

 و فى هذه الفتوى هو حذر من الخوض من الفلسفة ، و أعطى للفكر - الأسلامى - صفة الكمال المطلق ، و طبعاً لو انت عقليتك علمية ستتفهم ان العقل البشري لا يمكن ان يصل للحقيقة المطلقة ابداً.


أما فى الجانب المسيحيى ، فالأمر لم يختلف كثيراً ، أسمع البابا شنوة الثالث فى هذا المقطع:



وهذا يدل على ان الأديان تعتمد على الأيمان - المبنى على غسيل الأدمغة منذ الصغر - و أن أكثر ما يضعف هذا الأيمان هو الخوض فى فلسفة الأديان التى تفند الأيمان بشكل علمى وبالأدلة والبراهين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق