السبت، ٤ يونيو ٢٠١١

نظام الأسرة فى طريقه الى الأنقراض و أنت عليك البداء فى إعادة رؤية الحياة عبر المنظور العلمى









مقالة "نظام الأسرة الأجتماعى" منقولة من مدونة "مايكل نبيل سند" بتاريخ 16 مارس 2009

و بها كلام مهم جداً عن كيفية نشأة نظام الأسرة و ايضاً الاسباب التى ستقضى على هذا النظام الاجتماعى نهائياً


برجاء دعم مايكل لكى يخرج من السجن اللى اتحبس فيه بسبب رأيه الذى قاله عن الجيش المصري عبر أشتراكك و نشرك لهذه الصفحة :-





 أتركم مع المقالة :-


نظام الأسرة الأجتماعى



توضيح مبدأى
- المقال دة عبارة عن دراسة أنثروبولوجية بحتة ، و المعلومات اللى فية مش مقصود منها اى أسقاطات أجتماعية أو سياسية أو حقوقية ... كل هدفى منة أنى أوضح حقيقة الأشياء ، بغض النظر عن أذا كانت الحقائق دى عاجبانى أو لأ
- شكر خاص لسيجموند فرويد ، مؤسس علم التحليل النفسى ، و اللى أشهدلة بأنة لية الفضل عليا فى فهم معظم عناصر البحث دة

طبيعة الأشياء
معظم الناس بيفهموا الحاجات غلط ، لأنهم بيحاولوا يفهموها من نفسها ... الواقع أن الشئ لا يمكن فهمة من حاضرة ، و أنما من ماضية ... علشان نفهم حاجة ، ضرورى نرجع للزمن اللى كانت فية لسة ما أتوجدتش ، و نشوف الحاجة دى أتوجدت أزاى و لية ، و بالتالى نفهم الحاجة اللى عايزين نفهمها
هدى مثل بسيط ... الشرطة ... الشرطة او البوليس مش موجودين تلقائيا فى الطبيعة ، يعنى الأنسان البدائى اللى كان عايش فى الكهف و كان بيخاف من الرعد و النار ، أكيد الأنسان دة مكنش عندة بوليس ولا 911 ... لكن أحنا دلوقتى عندنا بوليس ... يبقى أكيد فى الفترة الزمنية الطويلة دى حصلت حاجات أستدعت أن نظام البوليس يتكون ، و الأسباب دى أتجمعت فى وقت معين و أدت لتكوين نظام الشرطة ... لما نفهم المرحلة الأنتقالية دى ، هنفهم أية هو البوليس ؟ و أية دورة ؟ و هو موجود لية ؟ و أية صلاحياتة ؟ و أمتى نقدر نتخلص منة ؟ .... كل الأسئلة دى مش هنقدر نجاوب عليها لو حاولنا ندرس نظام الشرطة الحالى
مثال تانى ، الدولة ... أنا كنت شرحت المثال دة فى مقال " ثقافة القبيلة " ... و فى المقال دة أنا حبيت أحط تعريف للدولة ، و علشان أحط تعريف للدولة رجعت بالزمن للوقت اللى مكانتش الدولة فية أتوجدت ، و درست النظم الأجتماعية اللى كانت موجودة قبل الدولة ، و درست الأسباب اللى أدت لأنهيار النظم القديمة دى ، و الأسباب اللى خلت الناس محتاجة لنظام جديد ، و أزاى الدولة أتكونت فى المرحلة دى .... فهمنا لكل الحاجات دى هو اللى خلانا نفهم يعنى أية دولة ؟ و الدولة وظيفتها أية ؟ و أية الحاجات اللى بتتناقض مع طبيعة الدولة ؟ ... و كل دى حاجات مكناش هانفهمها أبدا مهما درسنا فى نظم الدول اللى موجودة حوالينا
الخلاصة اللى أنا عايز أوصلها هنا ، أن فهم الأشياء فهم حقيقى و موضوعى ، مستحيل يحصل ألا لما نعرف طبيعتها ، و دة مستحيل يحصل ألا لما ندرس المرحلة اللى سبقت وجود الشئ دة ، و ندرس أزاى الشئ دة أتكون ، و بالتالى نفهم أية هو الشئ دة ( طبيعتة ) ، و نفهم وظيفتة و دورة و تاريخ صلاحيتة

أنا النهاردة جاى أقول أية
أنا النهاردة عايز أدرس نظام الأسرة الأجتماعى ، اللى هو نظام الجواز التقليدى اللى موجود حوالينا فى كل مكان ، و أشوف جة منين ، و أية الهدف منة ، و أتكون أزاى و لية ... و أدرس برضة النظم اللى كانت موجودة قبلة ، و النظم اللى ظهرت بعدة ، و نقارن و نفاضل ما بينها ... و طبعا هعمل كل دة بأختصار شديد جدا ، لأن أى دراسة مستفيضة لحاجة زى دى هاتحتاج كتاب مش مقال

الأطر الأجتماعية الأولى التى نظمت العلاقات الجنسية
أعذرونى ، أنا بحاول أخلى الكلام مش مجعلص قدر الأمكان ، بس هو الموضوع تركيبتة معقدة لوحدها
فى البداية أنا ضرورى أعترف أنة من الحاجات اللى خلتنى أفهم سيكلوجية الأنسان كويس جدا ، دراستى لسلوك الحيوانات فى الكلية عندى ( طب بيطرى ) ... يمكن كبرياءنا كبشر بيخلينا ننكر جذورنا الحيوانية ، لكن الحقيقة أننا لازلنا محتفظين بكيانا الحيوانى جوانا مهما أنكرناة ... أنا هنا مش هناقش فكرة التطور ، و اللى مش مقتنع بيها ممكن مايكملش قراية ... ببساطة شديدة ، البحث دة قائم على أسس تطورية بحتة
جنس الأنسان Homo Sapiens خرج كفرع من أصل مشترك يجمعنا بالقردة العليا ( بيسموة قردنسان ) ... بمعنى أن الأنسان البدائى أوى ( من 5 ل 10 مليون سنة ) ، كان عايش فى مجتمعات شبيهة جدا بمجتمعات الشمبانزى دلوقتى ، و فضل الأنسان يتطور و يكون خصوصية لية لحد ما بقى بالشكل الحالى

المرحلة الأولى : الجنس بطريقة الحيوانات
أول أطار للعلاقات الجنسية نشأ بين البشر ، نشأ فى اللحظة الأولى للتمايز بين البشر و القردة ... فى المرحلة دى ، الأنسان كان حيوان تقريبا ... بمعنى أنة مكنش لسة أخترع اللغة ، و بالتالى كان البشر مش بيعرفوا يتعاملوا مع بعض ... بالظبط زى الحيوانات دلوقتى ... أنا زمان كنت فاكر أن الكلاب لما بتهوهو ، فهى كدة بتستخدم لغة الكلاب ، و كنت متخيل أنى ممكن فى يوم أتعلم لغة الكلاب و أكلمهم بيها ... لكن فى دراستى فى الكلية عرفت أن الأصوات اللى بتطلعها الحيوانات مجرد أصوات عبثية بتخرج من الحنجرة ، مالهاش أى دور تقريبا فى العلاقات الأجتماعية بين الحيوانات ... الأنسان البدائى كان كدة برضة ، مكنش لسة أخترع اللغة ، و كان بيطلع من حنجرتة أصوات مالهاش معنى ، هو نفسة مش بيقدر يتحكم فيها ، بالظبط زى الأصوات اللى بتطلع من حنجرة أى واحد أخرس بنقابلة
فى المرحلة دى ، كان الأنسان بيعيش فى الكهوف و الغابات و على الأشجار ، و مكنش أخترع الملابس ولا أستخدام الأدوات ... و لأنة مكنش فية لغة ، فبالتالى مكنش فية تفكير ، لأن اللغة مش بس وسيلة تواصل بين الناس ، لكنة برضة وسيلة تفكير ، بمعنى أن العقل محتاج مواد خام من المصطلحات علشان يستخدمها فى التفكير و الأستنتاج و الأبتكار ... و دة يخلينا ندرك حجم الغباء اللى كان علية الأنسان قبل أختراع اللغة
برضة عدم وجود اللغة أدى لعدم وجود علاقات أجتماعية ، بمعنى أن الناس مكانش عندهم وسيلة يتفاهموا بيها مع بعض ... فى المرحلة دى مكنش الأنسان بيسأل نفسة الأسئلة الوجودية الضخمة من نوعية أنا جيت منين ، و مين اللى خلقنى ، و مين اللى عمل الكون ... كان الأنسان نظرا لضعفة ، و أنفراديتة ، و قسوة عوامل الطبيعة ، مش بيفكر ألا فى تلبية غرايزة الطبيعية ... طبعا الزراعة مكنش تم أختراعها فى الوقت دة ، فكان الأنسان بيلاقى أكلة يإما عن طريق الجمع و الإلتقاط ، أو عن طريق الصيد ... طبعا الجمع و الإلتقاط سهل جدا أن الفرد يعملة لوحدة ... لكن الصيد بديهى أنة بيحتاج تعاون بين أكثر من فرد ، و دة كان بيحصل على الرغم من أن مفيش لغة ، لكنة كان بيحصل بنفس الأسلوب اللى بتتجمع بية القطط عند صندوق الزبالة ، أو بنفس الأسلوب اللى بتجرى بية الكلاب البرية ورا أى صيدة ... مجرد مجموعة جمعهم الهدف على الرغم من أنهم مش متفقين على حاجة ، ولا فية بينهم أى نوع من التنسيق ، و ممكن اوى يتخانقوا مع بعض اول ما يمسكوها
دى الطريقة اللى كان بيلبى بيها الأنسان رغبتة فى الأكل و الشرب ... رغبتة فى الدفئ و السكن و الأمان من الحيوانات المفترسة كان بيلاقيها فى الكهوف أو فى عشش على فروع الأشجار زى اللى بتعملها القرود حاليا ... و بكدة تتبقى رغبة واحدة اللى هيا الجنس
الأنسان فى المرحلة دى كان بيمارس الجنس بالطريقة اللى الحيوانات بتمارس بيها الجنس ... الجنس فى الحيوانات بسيط جدا ... الذكر لما يبقى عندة رغبة للجنس ، بيدور على أى أنثى ، و بيروحلها و يبدأ المداعبة الأولية Foreplay ، فإذا كانت الأنثى فى موسم التزاوج هتقبلة ، و أذا مكانتش فى موسم التزاوج هترفضة ، و بالتالى الذكر هيروح يدور على أنثى تانية ... هنا دور الأنثى سلبى جدا ، هى مجرد بتسيب الذكر يعمل كل حاجة و تستسلملة أستسلام تام لو كانت فى موسم التزاوج و عندها رغبة جنسية ... أما لو مكانتش فى موسم التزاوج ، فهى ممكن تضرب الذكر لما حاول يمارس معاها الجنس ... الجنس عند الأنسان البدائى فى أول مرحلة بعد أنفصالة عن الأصل المشترك ( قردنسان ) ، كان ماشى بنفس الأسلوب تقريبا ، و هو نفس الأسلوب الموجود عند القرود و معظم الحيوانات لحد دلوقتى
علاقة الانسان بالبشر اللى حوالية فى المرحلة دى ، كانت بالظبط زى العلاقات بين الحيوانات ... يعنى الحيوان مش بيعرف مين والدية أو مين أولادة ... الحيوانات أساسا ذاكرتها ضعيفة و مش بتفتكر حتى اقرب الناس ليها ... الرابط الاسرى الوحيد الموجود عند الحيوانات هو رابط الامومة ، و الرابط دة الأم بتفتكرة لأنها بتقعد فترة طويلة ترضع ابنها ، و الأبن بيفتكرة لأنة بيفضل فترة كبيرة مش بيشوف غير امة ... و حتى الرابط الوحيد دة كان بيضيع بسهولة أذا أنفضل الأبن عن الام فترة ، و دة اللى بنشوفة لما بنفصل حيوان صغير عن امة فترة و بعد كدة بنرجعة ، بنلاقى ان الأم بتشمة و مش بتتعرف علية و بترفض ترضعة
كل دة يخلى التعبيرات الاسرية البسيطة اللى بنستخدها ، مكنتش معروفة وقتها ... يعنى مكنش فية حاجة اسمها أخ او أخت أو ... ، العلاقات الأسرية الموجودة حاليا مكانتش لسة أتوجدت لأن الناس مكانتش بتعرف الروابط البيولوجية اللى بتربطهم ببعض ... و بالتالى مكنش فية حاجة أسمها محارم ، كانت كل القصة تنحصر فى ذكر و أنثى و موسم تزاوج

المرحلة الثانية : الدعارة
أستمر الأنسان عايش بالنمط اللى أنا شرحتة دة ، لحد ما حصلت طفرة كبيرة فى تاريخ البشرية ، و هى أختراع اللغة ... الناس أبتدوا يتفقوا على تسميات للأشياء : شجرة ، فرخة ، رعد ، أسد ، و هكذا ... فى الأول هما كانوا محتاجين عبارات يعبروا بيها فى لحظات معينة ، زى التحذير من وجود خطر حيوان مفترس أو حريق فى الأشجار أو صراخ لتجميع الأفراد لصيد فريسة ضخمة ... و بالتدريج ، أتكونت عند الناس لغة بدائية منطوقة بيتفاهموا بيها مع بعض ... و هنا نشأ المجتمع لأول مرة فى التاريخ ، و أنتقل البشر من مجرد مجموعة أفراد عايشين فى مكان واحد ، لقبيلة بيجمعها تفاهم و تنظيم مشترك
اللغة عملت شئ أكبر من مجرد التفاهم ... اللغة ساعدت الأنسان أنة يفكر ، و بالتالى كل أنسان بقى لية شخصية ، كل أنسان بقى لية آراء و ميول و أهتمامات ... ظهور شخصية للأنسان فى بداية المرحلة دى مكنش لية أنعكاس ألا على الجنس ... لأنة الناس فى الأول مكانتش محتاجة برضة ألا تلبية رغباتها الطبيعية ، و الأنسان كان يقدر يلبى كل رغباتة بدون الأحتياج لأى فرد آخر ... ألا الجنس ، هو الشئ الوحيد اللى أنت محتاج شخص تانى يسمحلك أنك تؤدية ... و فى المرحلة دى الطرفين بقيوا يتكلموا و بيفهموا ، و بقى مطلوب صيغة تفاهم بين كل أتنين قبل كل علاقة جنسية
المرحلة دى سادت فيها مفاهيم كتير ... منها مثلا أن الأنسان مكنش بيربط بين الجنس و الأنجاب ، و كان متخيل أن الأنثى بتلد الأطفال بطبيعتها ، و بالتالى أعتبر الأنثى مصدر الحياة ، و عبدها و عبد عضوها التناسلى ، و هنا ظهرت الآلهة الإناث لأول مرة فى التاريخ ، و دة اللى يفسر لية الآلهة الإناث سبقت الآلهة الذكور تاريخيا ... و دة يفسر برضة لية كلمة الحياة فى معظم اللغات مشتقة من أسم العضو الأنثوى ، زى مثلا اللغة العربية اللى كلمة الحياة فيها مشتقة من كلمة " الحيا " اللى هو العضو الأنثوى
فى المرحلة دى ، و مع قسوة عوامل الطبيعة ، أبتدى يظهر الفرق البيولوجى بين الذكر و الأنثى فى البحث عن الطعام ... الأنثى لضعف جسدها ، و للأتعاب اللى بتمر بيها فى مراحل الحمل و الولادة ، مكانتش بتقدر توفر لنفسها الأكل زى الذكور ... دة فى نفس الوقت اللى كان فية الذكور بيقدسوها و يعتبروها إلهة ، فبالتالى الوضع مكنش ينفع يستمر كدة ... و هنا حصلت معادلة بين الذكور و الإناث ، بحيث أن الذكر فى آخر اليوم و هو راجع من رحلة الصيد بتاعتة ، بيدى جزء من أكلة لأى أنثى تعجبة ، و هى بالمقابل بتسمحلة يمارس الجنس معاها ... و هى دى لحظة أبتكار الدعارة كأول مهنة فى التاريخ ، و لاحظوا ان مهنة تختلف عن كلمة عمل ، لأن الصيد و الجمع و الإلتقاط دى أعمال ، لكن المهنة هى المجهود اللى بتقوم بية علشان شخص تانى فى مقابل مادى ... يعنى الأنسان اللى بيصيد ، دة بيصيد علشان نفسة ، لكن الأنثى اللى بتمارس الجنس فى المرحلة دى ، مكانتش بتمارس الجنس لأجل الجنس ، لكن علشان تاخد مقابل مادى اللى هو جزء من الصيد اللى أصطادة الذكر ... و هى دى الدعارة بأبسط تعريف : الجنس بمقابل مادى
يمكن المعادلة دى ( الجنس مقابل الغذاء ) لو كانت أتطبقت على أى حيوان تانى ، كانت هاتفشل فشل زريع ، لكنها لقيت فى طبيعة الأنسان البيولوجية عامل يسمح لها بالأستمرار ... مشكلة الحيوانات أنها مش بتمارس الجنس ألا فى مواسم تزاوج ، بعكس البشر اللى يقدروا يمارسوا الجنس فى أى وقت فى السنة ... و لو كان البشر عندهم مواسم تزاوج زى الحيوانات ، مكنش نظام الدعارة دة هايمشى ، لأن الانثى مش معقول تقعد كذا شهر من غير أكل ، و كان هايحصل تكوين لنظام اجتماعى مختلف ، و كانت كل السلسلة اللى أنا هشرحها أتغيرت ... طبعا دة أذا تجاهلنا النظرية اللى بتقول ان الأنسان مكنش كدة فى الاول ، و أن أسلوب حياتة الجنسية هو اللى أجبر طبيعتة على التطور و التخلص من قصة المواسم
المهم ، الوضع دة أستمر بالشكل دة من غير ما يؤدى لتكوين أسر ، و دة لأن الأنسان مكنش لسة أتعلم الأستقرار ... كل يوم بيصطاد فى منطقة مختلفة ، كل يوم بينام فى منطقة مختلفة ، كل يوم بيمارس الجنس مع أمرأة مختلفة ... يعنى كان فية مشاعية جنسية ، و مكنش فية خصوصية فى التعاملات الجنسية ... كل دة كان بيؤدى إلى أن الأنسان مش بيشوف أولادة ، و بالتالى مكنش بيشوف الشبة اللى بينة و بينهم ، و بالتالى مكنش عارف مفاهيم الأبوة و الأمومة ، و فضل برضة مش عارف الرابط ما بين الجنس و الأنجاب
الأنسان فى المرحلة دى فضل زى ما كان فى المرحلة اللى قبلها ، مش بيعرف ولادة ، ولا بيعرف أبوة ... لكنة بيعرف أمة لأرتباطة بيها من ساعة الولادة و الرضاعة ، و أرتباطة بأمة بينتهى فى وقت معين لحد ما فى يوم يروح رحلة صيد و يتوة فيها و يروح حتة تانى ، و بكدة ينفصل عن والدتة و يرجع فرد مستقل مرة تانية ... يعنى برضة مكنش فية أسرة
الأنسان فى المرحلة دى برضة فضل زى المرحلة اللى قبلها بيفهم الأمور بمقاييس ذكر و أنثى ، بمعنى أنة عند التزاوج مش بيفكر ولا يعرف ولا يهتم أذا كانت الأنثى اللى قدامة دى أمة ولا أختة ولا بنتة ... هو أساسا مايعرفش المفاهيم الأجتماعية دى ... و بالتالى مكنش فية حاجة أسمها محارم ، أو تحريم لجنس المحارم ... الوضع الطبيعى كان مجرد ذكر و أنثى
فى نهاية المرحلة دى ، و بعد أختراع الدعارة ، و بعد تكون المجتمع بفعل أختراع اللغة ، أتكونت القبيلة كنمط أجتماعى للبشر ، و التعامل بين أفراد القبيلة عمل خناقات على الإناث و على أقتسام غنائم الصيد ، و من هنا أبتدى الصراع حوالين زعامة القبيلة ، و بالتالى نشوء تانى مهنة فى التاريخ اللى هيا السياسة ... السياسة تانى مهنة فى التاريخ بعد الدعارة

ثالثا : نشوء نظام الأسرة الأجتماعى
زى ما أختراع اللغة نقل البشرية من المرحلة الأولى ( الحيوانية ) للمرحلة التانية ( الدعارة ) ، مكنش ينفع البشرية تتنقل لنظام جديد بدون أختراع قوى و مهم مايقلش عن أختراع اللغة ... و دة اللى حصل لما تم أكتشاف الزراعة ... فية ناس بيقولوا تم أكتشافها الأول فى مصر ، و ناس بيقولوا فى العراق ، و ناس بيقولوا فى الأتنين فى نفس الوقت ، مش موضوعنا ... المهم أنة تقريبا من حوالى 10 آلاف سنة ، أكتشفت البشرية الزراعة
أكتشاف الزراعة عمل طفرات كبيرة فى حياة البشرية ، فمثلا الأنسان أضطر يتخلى عن حياة التنقل و الصيد و البحث عن الغذاء ، و أتعلم حياة الأستقرار لأول مرة فى التاريخ .... و كان الأنسان مضطر يسكن جنب أرضة الزراعية علشان يحميها من البشر التانيين و من الحيوانات البرية و كمان علشان يقدر يعتنى بيها
الزراعة هى اللى خلت الأنسان يتبنى مفهوم الملكية الفردية ، بمعنى أن الأنسان بقى لية حتة أرضة بيتعب فيها و يبذل مجهود فيها ، و بالتالى بقى من حقة هو وحدة الأنتفاع بيها ، و مش من حق أى أنسان تانى أنة يستفيد منها ... و بكدة أنتقلت البشرية من مرحلة الشيوعية البدائية للرأسمالية
أستقرار الأنسان جنب أرضة الزراعية ، أجبرة أنة يتخلى عن سكنة فى الكهف أو على فروع الشجر ، و بالتالى أبتدى الأنسان يبنى عشش من الخامات اللى حوالية فى البيئة علشان يسكن فيها ، و دى كانت بداية أختراع البيوت ، اللى أتطورت بعدين و بقيت قصود و معابد و أهرامات
فى البداية فضل الأنسان بيتعامل فى المسألة الجنسية بنفس أسلوب الدعارة القديم ، كل اللى أتغير أن نفس الذكور و نفس الإناث أستقروا فى منطقة جغرافية واحدة بدل ما كانوا بينتقلوا كل يوم ... لكن نظام الزراعة و الأستقرار فتحوا عين الأنسان على حاجات كتيرة مكنش بيشوفها ، و أجبرتة أنة يغير نمط حياتة
أول حاجة لاحظها الأنسان فى المرحلة دى ، هو الأرتباط بين الجنس و الأنجاب ... يعنى لاحظ أن الأنثى مش بتخلف من غير جنس ، و لاحظ أن المولود بيشبهلة فى مواصفاتة الجسدية ، و هنا أفتكر أن هو الذكر أصل الحياة ، و أن الأنثى مجرد وسيلة لتغذية الطفل ... و دة اللى نشوفة فى كتير من الأشعار القديمة اللى كانت بتوصف السائل الذكرى بالبذرة ، و الأنثى بالأرض اللى بتغذى البذرة دى من غير ما تشارك فى الجينات ، دة حتى كلمة حيوان منوى باليونانى Sperm مشتقة من كلمة Sperma و معناها " بذرة "
النتيجة الطبيعية للكلام دة هو سقوط الألوهية عن الأنثى ، و ظهور الآلهة الذكور ، و ظهور ظاهرة عبادة الأعضاء الذكرية بدل الأنثوية ، و العبادة دى كانت موجودة فى بعض القبائل الأفريقية لحد أوقات قريبة
الزراعة فيها طبيعة مختلفة عن طبيعة الصيد ، و هى أن الصيد محصولة يومى ، كل يوم الراجل بيرجع و معاة الصيد بتاعة ، لكن الزراعة محصولها بيطلع مرة واحدة فى السنة ، و طبيعى ماينفعش الأنثى تمارس الدعارة أو الجنس مرة واحدة فى السنة لأنها معندهاش وسيلة تاكل منها غير دى ، و كدة هتموت من الجوع ... و هنا أتغيرت المعادلة بتاعة الجنس أو الدعارة ، و بدل ما كانت أكل ليلة مقابل جنس ليلة ، بقيت أكل سنة مقابل جنس سنة
المعادلة الجديدة أدت إلى أن الأنسان بقى بيشوف ولادة بيتولدوا و يتربوا قدامة ، و بقى متمسك بوجودهم جنبة و حاسس أنهم أمتداد لية ( بسبب التشابة الشكلى ، اللى خلف مامتش ) ، و لأن الأولاد مرتبطين بالأم بيولوجيا من أيام الجذور الحيوانية ، أتغيرت معادلة الدعارة تانى ، و بقيت أكل و رعاية طول الحياة مقابل جنس طول الحياة
و هنا ظهرت كل مفاهيم الزواج اللى موجودة لحد النهاردة ... يعنى فكرت قوامة الرجل على المرأة خرجت من هنا ، الراجل يشتغل و الست تقعد فى البيت تربى الأولاد ... المهر و الشبكة و خاتم الزواج و الهدايا اللى بيجيبها الذكر دى المقدم المادى اللى بيدفعة الذكر للأنثى كدليل على أنة هايلتزم بدفع أجرتها طول حياتة ، و اللى بتبقى تأمين ليها لو لقيتة قصر فى دفع الأجرة ... تسمية الشخص بأسم والدة بدل والدتة مرتبط بمفهوم الدعارة دة ، لأن الذكر هو اللى بيخلف ، و الأنثى دى بتاخد أجرتها مقابل الجنس و مقابل تربيتها للأولاد ... حتى كتير من التصرفات المتطرفة اللى بنشوفها حاليا بتستمد جزورها من المرحلة دى ، يعنى الفتوى اللى طلعت من فترة بتقول أن الزوج مش مطلوب منة أنة يدفع تمن كفن زوجتة لأن دورة أنة يصرف عليها طول فترة حياتها مقابل أستمتاعة بها و دورة بينتهى بنهاية الأستمتاع أى الموت ، المفهوم دة مفهوم دعارة واضح ، الإنفاق مقابل الأستمتاع
فى المرحلة دى ، و كنتيجة للأستقرار و نشوء نظام الزواج و الأسرة ، نشأت مصطلحات جديدة أول مرة تعرفها البشرية زى الأب و الأم و الأخ و الأخت و الخال و العم و ما شابة .... و فى مرحلة دى نشأ تجريم زواج المحارم ، و دة بكل بساطة لأنة فية ذكر واحد فى البيت بيدفع فلوس ، يبقى بالتالى من حقة هو وحدة يستمتع بالإناث ... الذكور الصغار كان بيتم طردهم فى أغلب الأحوال ، و يبقى الذكر الأب يستمتع بالجنس مع زوجاتة و بناتة
فى المرحلة دى مكنش فية ما يمنع التعددية الزوجية ، يعنى الذكر القوى اللى بيزرع أرض كبيرة ، أو اللى بيقدر يسرق تعب الذكور التانيين من خلال السياسة ( أحنا قلنا السياسة ظهرت فى المرحلة السابقة ) بقى يقدر ينفق على أكتر من أنثى ، و بالتالى التعددية بقيت ممكنة و مرتبطة بالقدرة الأقتصادية للذكر ... و علشان كدة تلاقوا القبائل البدائية دايما رئيسها عندة أكتر عدد من الزوجات ، و دة اللى تلاقوة فى العهد القديم فى عدد زوجات سليمان مثلا
طرد الأبن الذكر من البيت و منعة من ممارسة الجنس مع إناث أبوة لية جذورة الحيوانية برضة ... الحيوان برضة بيتعامل بالمفاهيم دى ، فية ذكر واحد فى القطيع ، و مش بيسمح لأى ذكر تانى أنة يتواجد و يشاركة فى نصيبة من الإناث ، و هو نفسة بيتصارع مع أبناءة على الإناث فى موسم التزاوج ... و دة السبب اللى علشانة بنسمى الأسد ملك الغابة ، و دة لأنة بيسيطر على مساحة جغرافية بتتحدد حسب قوتة ، و المساحة دى فيها عدد معين من الإناث ، و مش بيسمح لأى ذكر أنة يتواجد فى منطقتة ... أذكر برضة أنى مرة قريت عن نوع من الحمير الوحشية اللى فيها الذكر بيقف جنب الأنثى و هى بتولد ، و أذا لقى المولود ذكر بيعض خصيتى المولود و يدمرلة أعضاؤة التناسلية ، علشان ماينافسهوش فى فرصة الجنسية
و قصة أن الذكر الأب بيعتبر بناتة من حريمة ، ليها تأثيرات موجودة لحد دلوقتى ، و دة لأن العلاقات داخل الأسرة قايمة على المعادلة نفسها ( الغذاء مقابل الجنس ) ، و علشان كدة لازال الأب بيعتبر ممارسة بنتة للجنس أنة مس بشرفة ، على الرغم من انه مش بيمارس الجنس معاها ، يعنى مفيش مبرر يخلية يغير من الذكر الجديد ... و برضة دة السبب فى انك لما بتحب تتجوز واحدة ، بتروح تطلبها من والدها ، بأعتبارة هو المالك لحقها فى الجنس ، لانة هو اللى بيدفع ... برضة نفس المعادلة القديمة

ظهور أنماط أخرى من الزواج - زواج الأختطاف كمثال
أحنا شفنا أزاى نظام الأسرة أتكون ، لكنة لما أتكون ما أستمرش ، بمعنى أن الأبن الذكر أنطرد من البيت و رجع من البداية تانى لمرحلة الدعارة ( المرحلة السابقة لمرحلة الزواج ) ... نقدر نقول أن فى بداية مرحلة الأسرة مكنش النظام قدر يثبت أقدامة و يحافظ على أستمراريتة و توارثة ... و هنا ظهرت أنواع كتيرة جدا من الزواج ، و للأسف أنا مش هقدر أتكلم عنهم كلهم علشان هما كتار جدا ، لكن هتكلم على نوع واحد من الأنماط دى كمجرد مثال ، و هو زواج الأختطاف
أحنا قلنا أنة بعد نظام الأسرة بقى فية مجموعة من الذكور الأقوياء ، كل ذكر منهم بيسيطر على مجموعة من الإناث ، و بيطرد أبناؤة الذكور بمجرد ما يوصلوا سن البلوغ علشان ماينافسوهوش فى أستمتاعة بزوجاتة و بناتة .... طبعا النتيجة الطبيعية أن الذكر المطرود مش هيلاقى أنثى مطرودة زية ، لأن كل الإناث مملوكين للذكور الأقوياء ( لو أخدتم بالكم ، دى البذرة الأنثروبولوجية لصراع الأجيال ) ... و طبعا مفاهيم النهاردة بتاعة يتقدم لأبوها و يطلب أيديها مكانتش موجودة ، لأن مفيش ذكر هايتناذل عن واحدة من الإناث بتاعتة ... و هنا نشأ زواج الأختطاف ، بمعنى أن الذكر بينقى أنثى تعجبة ، و ينتظر وقت يكون الذكر اللى يملكها مش موجود ، و يخطفها و يمارس الجنس معاها ، و يحاول يحتفظ بيها أطول فترة ممكنة بدون علم والدها ... و لما والدها بيكتشف الحقيقة بيوصلوا لصيغة تراضى بينهم ، يقبل فيها الذكر الكبير التنازل عن بنتة للذكر الصغير ، فى مقابل تعهد الذكر الصغير بعدم تكرار هذة القصة مرة أخرة مع إناثة ( و دة السبب فى أن بعد الزواج ، إناث والد الأنثى بيبقوا محارم ) ... و بالصيغة دى بتنشأ علاقة أجتماعية بين الأسرة الكبيرة و الأسرة الجديدة ، و إن كانت بتفضل فية حساسيات موجودة بسبب طريقة الأختطاف نفسها ( يعنى أن الذكر أخدها غصب عن أسرتها ) و دة اللى بيخلى فية حزازية بين الشخص و حماتة ، و دى موجودة لحد النهاردة
زواج الأختطاف ممكن تقروا عنة بأستفاضة فى كتاب " الطوطم و التابوو " بتاع سيجموند فرويد ، و هتلاقوة واضح جدا فى العهد القديم ، فى سفر القضاة ، لما سبط بنيامين كلة أتجوز بالطريقة دى

شيخوخة نظام الأسرة الأجتماعى
نظام الأسرة أستمر لأكتر من 10 آلاف سنة ، هى نفسها عمر أكتشاف الزراعة تقريبا ، و دى مش فترة طويلة لو قارناها بالفترات اللى سادت فيها الأنظمة اللى سبقتة ( حوالى 10 مليون سنة ) ... لكن البشرية فيها خاصية بتتفرد بيها و هى أن سرعة تطورها بتتضاعف مع الزمن ، بمعنى أن اللى كان بيحصل زمان فى مليون سنة ، ممكن يحصل النهاردة فى يوم ... فاللى حصل أن نظام الأسرة كبر بسرعة و عجز و أبتدت تظهر علية أعراض الشيخوخة ، و أبتدت تظهر أطر أجتماعية جديدة للعلاقات الأنسانية الجنسية ... و هنا ضرورى أقول بالتفصيل شوية أية أسباب شيخوخة نظام الأسرة الأجتماعى

أسباب شيخوخة نظام الأسرة الأجتماعى
الأسباب دى كلها أبتدت تحصل تقريبا فى أوربا فى التلت قرون اللى سبقوا عصر النهضة ، و أبتدوا يتطوروا بعد كدة ... و هاتندهشوا على فكرة من أن الأسباب دى مختفة مع بعضها ، و بعضها بيناقض البعض الآخر ، لكن مع ذلك كلهم بيتجمعوا فى أتجاة واحد اللى هو شيخوخة نظام الأسرة ، و دة بيأكد نظرية الحتمية التاريخية اللى أنا مؤمن بيها
1- الكنيسة الكاثوليكية و تجريم الطلاق لعلة الزنا
الكنيسة المسيحية عموما ، و الكاثوليكية تحديدا ، ساهمت بالدور الأكبر فى بناء نعش نظام الأسرة الأجتماعى ... أعتقد أنة بقى مفهوم أن المسيحيين عموما عندهم مشكلة مع الكنيسة فى ملف الأحوال الشخصية ، لكن الكنيسة الكاثوليكية و تحديدا فى العصور الوسطى عملت خطوة محدش غيرها عملها لما حرمت الطلاق حتى بسبب الخيانة الزوجية أو الزنى ... الفكرة أن القرار دة لما طلع كان فى صالح الذكر ، بمعنى أنة كان فى وقت كانت فية الكنيسة نفسها بتبنى بيوت دعارة و بتشرف عليها ، و كانت الكنيسة بتسيطر على السياسة و الدين فى نفس الوقت ، و بالتالى دة بقى زيادة فى تحكم الكنيسة فى الحياة الشخصية للناس ، و كانت الكنيسة بتستفيد منة فى تصريحات الزواج الثانى او الطلاق للملوك و النبلاء لتحقيق مصالح سياسية ... طبعا الموضوع مع الوقت خرج عن أطارة اللى الكنيسة حطتة ، و بدل ما كان الذكر مستفيد بقى الطرفين بيخسروا ، و بقى الذكر مش حابب العلاقة اللى تربطة مع واحدة مايعرفش يتخلص منها حتى لو خانتة ، و الانثى و خصوصا مع حركة تحرر المرأة مابقيتش هتوافق أنها تستمر مع شخص بيخونها ، و الناس عموما قرفوا من سيطرة الكنيسة على حياتهم الشحصية و تدخلها فى تفاصيل محدش يحب أنها تتدخل فيها ... طبعا لو كانت الكنيسة تراجعت عن موقفها فى قضية الطلاق فى أوربا كانت مدت شوية فى طول عمر نظام الزواج الأجتماعى ، لكنها لحد دلوقتى لازالت مصرة على موقفها بدعوى أنة عقيدة
2- نشوء دولة المؤسسات الحديثة
مع دخول البشرية فى عصر النهضة و ظهور الدولة القومية فى معاهدة ويستفاليا ، و مع ظهور المطبعة و بالتالى نشوء ظاهرة التوثيق ، ظهرت تطويرات أجتماعية لنظام الزواج أدت لتكلس النظام و إعاقتة و شللة ... يعنى لو قارنا نظام الزواج فى الإسلام قبل و بعد ظهور التوثيق ... الزواج فى الإسلام عبارة عن أتنين أرتضوا بالأرتباط ، و بيعلنوا زواجهم قدام شخصين بس ، و كدة يبقى الزواج قائم ... و أذا حبوا ينفصلوا ، الموضوع بينتهى بيمين الطلاق اللى بيقولة الذكر فى خمس ثوانى لا أكثر ... لما ظهرت الدولة المدنية الحديثة ، و بدأت فكرة دولة المؤسسات تتفعل ، و ظهر التوثيق و البيروقراطية ، خرج الزواج عن الوضع التلقائى البسيط دة ، و بقى بينظمة مجموعة ضخمة من القوانين بيصدرها برلمان من مجلسين بيتم أنتخابهم ، و بيتصارع فية الناس قدام القضاء ، و بقى فية رسوم و أجراءات بيروقراطية ضخمة ، و فتاوى من المؤسسات الدينية مع كمية ضخمة من الجدل الفقهى ، و مش بس كدة لكن دة بقى فية عقوبات قانونية بتوصل للسجن و القتل و مصادرة الأملاك مرتبطة بالخيانة أو بالطلاق ... أنا هنا مش ضد الدولة المدنية الحديثة ولا ضد أى حاجة من التفاصيل دى ، لكنى بقول أن نشوء التفاصيل دى كلها أدى إلى تعقيد و تكلس نظام الأسرة ، و اللى نتيجتة الفعلية نشوء فوبيا الزواج و أعتبار الزواج مجرد رخصة للجنس License of sex
3- حركة تحرر المرأة
حركة تحرر المرأة من أكتر الحاجات اللى ضربت نظام الأسرة فى مقتل ، و دة اللى بيخلى الأسلاميين و الأصوليات الدينية معاديين لحقوق المرأة بطبيعتهم ... يعنى فكرة أن المرأة تشتغل معناها أنها مش هاتبقى محتاجة تقايض الأكل مقابل الجنس ، ودة إلغاء صريح للمعادلة اللى أتبنى عليها نظام الأسرة ... رفض المرأة فى أوربا أنها تتسمى بأسم عائلة زوجها ، معناها أنها بترفض تعتبر نفسها من حريم زوجها ، و بتتمسك بشخصيتها المستقلة ... رفض المرأة لزواج الأختطاف أو زواج الدعارة ( من خلال المهر و الشبكة ) و اصرارها أنها تختار شخص بتحبة ، يعتبر ضربة قاتلة لنظام الأسرة ، لأن الزواج بالطريقة دى بقى بيتم من خلال معادلة جديدة قايمة على الحب و التكافؤ ، مش مبنية على الجنس مقابل الغذاء ... رغبة المرأة فى العمل و أثبات ذاتها و الترقى فى المناصب الاجتماعية ، جعلها ند للرجل ، و دة اخل بالتركيبة الاجتماعية بتاعة سى السيد ... فكرة المساواة نفسها بتتعارض تعارض تام مع فكرة تألية الذكر و تألية الاعضاء الذكرية ، و ضل راجل ولا ضل الحيط ، و ناقصات عقل و دين
4- الكبت الجنسى
السببين الاول و التانى ، اللى هما الكنيسة و التوثيق ، تسببوا فى تكلس نظام الأسرة و صعوبتة ، و دة أدى لصعوبة الزواج و تعقيدة ، و دة أدى لكبت جنسى ... اللى ضاعف فاعلية نقطة الكبت الجنسى هو السبب التالت الخاص بحرية المرأة ... بمعنى أن البشرية دخلت فى عصر بقيت الأنثى فية بتعترف برغبتها الجنسية ، و مش بتخجل من أنها تتكلم عن كبتها الجنسى .... نقطة الكبت دى فى البداية بتؤدى لزيادة معدلات الزواج ، لأن الزواج بيتحول لرخصة لممارسة الجنس ، لكنها فى نفس الوقت بتؤدى لأزياد معدلات الطلاق بعد أشباع الرغبة الجنسية ، و دة بيؤدى إلى تشوة صورة الزواج عند الناس ، و التخوف الهستيرى من الفشل ، و بالتالى التردد فى الزواج ... يعنى الكبت الجنسى على المدى القصير بيحرض الناس على الزواج ، لكنة على المدى الطويل بيحضهم عنة
5- الثورة الفرنسية و سيطرة الطبقة المتوسطة و الليبرالية الاقتصادية
الثورة الفرنسية ببساطة كانت ثورة للطبقة المتوسطة ... كل طبقة أقتصادية بيبقى ليها أنعكاسات سلوكية و أجتماعية و سياسية و جنسية كمان ... يعنى طبقة البروليتاريا بتشبة كتير اوى مرحلة المشاعية الجنسية اللى كانت موجودة قبل نظام الأسرة ... طبقة النبلاء هى أقرب الطبقات لنظام الأسرة الاجتماعى ، اللى فية اللورد أو الدوق أو الخليفة أو الامير عندة جوارى أشكال و الوان ، و مايعرفش أساميهم ، و بيشتريهم بفلوسة ، و مابيسمحش لحد يقرب منهم ... ظاهرة الحريم اللى نشأت فى قصور الأمراء الاتراك كانت مجرد تطوير متطرف لنظام الاسرة الأجتماعى
الثورة الفرنسية قلبت الموازين كلها ، لأنها شالت السلطة من إيد طبقة النبلاء ، و فى نفس الوقت مارضيتش تديها للعملاء و الفلاحين ( السان كيلوت بلغة الباريسيين أيامها ) ، و لأنها ثورة الطبقة المتوسطة ، فهى أحتفظت بالسلطة كلها لنفسها ، و بالتالى اللى سيطر أجتماعيا هو أنعكاسات الطبقة دى
الطبقة المتوسطة هى طبقة التجار و المهندسين و الدكاترة و كبار الحرفيين ... الناس اللى معاهم فلوس ، لكنهم مش أغنياء ... محدش فيهم يقدر يبقى عندة حريم و يصرف عليهم ، و علشان كدة هما تنازلوا عن كتير من خصائص نظام الأسرة ... و لأنهم طبقة مثقفة ، فهما كان عندهم وعى بالمواطنة و حقوق المرأة و عطوها الأرضية السياسية اللى تسمحلها أنها تاخد حقها فى المساواة ، و المساواة زى ما قلنا بتحطم المعادلة القديمة ... برضة طبقة التجار من مصلحتها أنها ترضى كل الناس ، يعنى التاجر مش هايزعل الزبون مهما قال و مهما عمل طالما بيدفع فلوس ، و دة اللى خلق فكرة الحريات الفردية ، و دة بعكس طبقة النبلاء اللى كانت مسيطرة قبل الثورة و اللى كانت ضد فكرة الحريات الفردية لأنهم كانوا مستعبدين باقى الأفراد ... الطبقة دى مافيهاش حد هايحرق العاهرة ، لأنهم مستفيدين من السلع اللى بتشتريها منهم ... محدش فى الطبقة دى هايدبح بنتة لو مارست الجنس من وراة ، لأنة معندهوش ولاد كتير ، و لو قتلها ممكن مايبقاش عندة أبناء غيرها ... فكرة الحريات الفردية منعت الفرد أنة يتدخل فى الحياة الشخصية للآخرين ، حتى لو كانوا اولادة ، و دة عطى مناخ يسمح بظهور أنماط أجتماعية جديدة بدون تدخل من النمط القديم فى قهر حرية الأفراد فى التجربة و اختراع انماط جديدة

بدراسة الأربع أسباب الأولانيين ، نكتشف ان الخامات كلها بقيت موجودة ( ذكر حر ، أنثى حرة ، رغبة جنسية ) و مابقاش النظام القديم يصلح أنة يرضى التلت خامات دى ، فبقيت فية ضرورة لنشوء نظام أجتماعى جديد ... و هنا جة دور السبب الخامس ( الثورة الفرنسية و سيطرة الطبقة المتوسطة ) فى توفير الارضية اللى تسمح بتعددية التجارب و حدوث أنتخاب طبيعى مابينها يسمح بنشوء نظام جديد قوى يستمر فترة زمنية تانية ، لحد ما سلبياتة تستدعى ظهور نظام آخر

سلبيات نظام الأسرة الأجتماعى
لما أتكلم عن السلبيات ، فأنا بتكلم عن الآثار الجانبية Side Effects ، و دى السلبيات اللى بتصاحب النظام ، لكنها مالهاش علاقة بعوامل شيخوختة ... هو طبيعى كل شئ فى الكون لية أيجابياتة و لية سلبياتة ، و بيتعايش مع سلبياتة و الدنيا بتستمر ... أنا قصدى أن السلبيات حاجة جوا النظام ، و بتستمر معاة ، بعكس عوامل الشيخوخة ، اللى بتدفع بقوة ناحية موت النظام و ولادة نظام جديد
1- أول سلبية هى معادلة الحقوق و الواجبات ... معادلة الجنس مقابل الغذاء ... مشكلة المعادلة دى أنها مابقيتش مقبولة عند حد ، و محدش بقى يقبلها ... المعادلة دى بتفرض على الذكر مسئوليات أجتماعية و أقتصادية ، و بتديلة فى المقابل امتيازات على المرأة ... دلوقتى الكل بيشكى من المعادلة دى ، الرجالة مش عاجبهم أنهم يشقوا و يتعبوا و زوجاتهم يصرفوا ، و دايما تلاقي الزوج بيتهم مراتة بالأسراف ، و هى بتتهمة بالبخل ... و فى نفس الوقت ، المرأة مش عاجبها أن الراجل يبقى أحسن منها ، و بتطالب بأنها تتساوى بية ... دايما الستات بيشكوا ان أجوازهم مش بيسمعوهم و مش بيهتموا بيهم ، على الرغم من انة فى معادلة الزواج ، الزوج مش مطلوب منة أنة يسمع ولا حاجة ، لأنة هو اللى بيدفع ، و بالتالى هو اللى بيحدد يعمل اية و مايعملش أية
2- تانى سلبية لنظام الزواج هى حجم الخداع اللى أرتبط بالنظام دة ... بمعنى أنة تحول لفخ ، مصيدة ، و حتى تعبيراتنا الفكاهية بتدور فى الفلك دة : السنارة غمزت ، القفص الدهبى ... و دة لأن النتيجة الطبيعية لفساد المعادلة ، أن الناس أبتدت تلعب بسياسة العصا و الجذرة ، و بقيت تتعمد أظهار حاجات و أخفاء حاجات تانية ، بهدف خداع الطرف الآخر و توريطة ... و بعد الزواج يكتشف الشخص أنة شرب مقلب محترم ... المشكلة الحقيقية ، أنة من ساعة ما المعادلة بتاعة الزواج بقيت أبدية ( جنس علطول مقابل غذاء علطول ) ، و الزواج بقى طريق بإتجاة واحد One Way ، بمعنى أن اللى بيمشى فى الطريق دة مش بيقدر يرجع تانى ، و دخول الحمام مش زى خروجة زى ما بيقولوا ... و مفيش مثال أوضح من انة يتقال فى النقطة دى من انى تابعت مرة ازمة كبيرة بسبب أن واحدة أتجوزت واحد ، و بعد ما اتجوزوا أكتشفت أنة مجنون تماما ... الحوادث اللى زى دى أكتر من انها تتقال ، و لو سألت أى أتنين متطلقين هتلاقى ان السبب الرئيس هو ان فية حاجات خبوها على بعض قبل الجواز و اكتشفوها بعدين
3- تالت نقطة هى أزمة التغير بعد الزواج ... مشكلة الزواج هنا أنة صفقة رئيسية فى العمر ، بيعملها الشخص عدد محدود من المرات ، بتبقى مرة واحد فى أغلب الحالات ، و الخروج منها صعب ، و دة بيخلى كل طرف ماياخدش بالة من أسلوب تعاملة مع الآخر ، لأنة ببساطة عارف أن الطرف التانى أتدبس و مش هايقدر يمشى بسهولة ... و علشان كدة تلاحظ أن الستات كلهم بعد ما يتجوزووا بيتخنوا و شكلهم بيبقى وحش ، و الرجالة بيتخنوا و يبطلوا الأهتمام بمظهرهم ، و برضة تبتدى تظهر العادات السيئة زى الضرب و الشتيمة و سلاطة اللسان .... سلبيات كتيرة بتظهر ببساطة ، مش بسبب عيب فى أحد الطرفين ، لكن عيب فى النظام نفسة ... يعنى تخيلوا لو فية واحد أو واحدة فى المرحلة التانية ( الدعارة ) سلوكة وحش ، هتكون النتيجة أية ؟ ... لو واحدة ، يبقى محدش هيروحلها و هتموت من الجوع ... و لو واحد ، مش هيلاقى واحدة ترضى تنام معاة ، و هايقعد لوحدة لحد ما يوصل لمعادلة مع رغبتة الجنسية ، يإما يتأدب ، يإما يستغنى عن رغبتة
4- مشكلة العنوسة ... مشكلة العنوسة مش مرتبطة بنظام الزواج نفسة ، لكنها مرتبطة بحالة التكلس اللى أصابت النظام دة بعد عصر البيروقراطية ... بمعنى أن النظام مابقاش نافع ، و لانة مابقاش نافع و معرض للأنهيار ، بقى الأنسان بيحط شروط و قواعد كتير يضمن بيها أستمرار الأسر القائمة ، زى مثلا المبلغ المحترم اللى بيدفعة الذكر عند الزواج ، و اللى بالتأكيد مش هايعرف يجمعة مرة تانية فى حياتة ، و بالتالى بيرضى الذكر بحياتة الأسرية مهما كانت سلبية علشان معندهوش أختيار تانى ... المشكلة ان القواعد دى ، و اللى الهدف منها الحفاظ على الأسر القائمة ، بقيت عائق كبير جدا ناحية تكوين أسر جديدة ... و النتيجة فشل فظيع لنظام الأسرة ، يعنى مثلا لما يبقى مصر فيها 9 مليون عانس و عازب تخطوا سن ال 35 من غير زواج ، و دة رقم يعادل ربع اللى تخطوا سن ال 35 ، فدة رقم كبير جدا ، و معناة أن فية فشل فى المنظومة القديمة ... و طبيعى جدا أن النسبة دى هاتدور على منظومة تانية تعيش من خلالها

نشوء أنظمة جديدة
فى أى فترة فاصلة بين نظامين ، ضرورى تحصل فوضى ... يعنى حتى فى السياسة ، فى الفترة اللى بين سقوط نظام و نشوء نظام جديد ، ضرورى تحصل فوضى ... و دة اللى شفناة فى العراق ، فى الفترة بين سقوط نظام صدام و قيام الحكومة العراقية الجديدة ، سادت الفوضى و السرقة و التخريب ... دى طبيعة الأشياء
نفس الشئ فى مجال العلاقات الأجتماعية ... البشرية فى المرحلة الفاصلة بين النظام القديم ( نظام الأسرة الأجتماعى ) ، و بين النظام الجديد ( اللى لسة مانعرفش لحد دلوقتى أية هو ) ، بتمر بمرحلة من الفوضى ... طبعا بديهى أن مدى تطور الشعوب بيختلف من مكان لمكان ، يعنى فية شعوب سبقتنا بمراحل كتير ، و لسة فى شعوب نايمة عند أول الخط ما اتحركتش ولا خطوة ... الموضوع نسبى جدا ، بس انا بحاول أتكلم عن المستوى العام اللى يشمل متوسط البشرية كلها ... بس ، ففى الفوضى دى ظهرت تجارب كتيرة لتكوين أنماط جديدة من العلاقات الجنسية ، و الانماط دى اكتر من أنى نتكلم عنها فى المقال دة ... فية منها تكرارات لأنماط كانت موجودة قبل كدة ، زى نظام الدعارة اللى رجع فى صورة صناعة Porn Industry ... و فية منهم رجوع للمشاعية القديمة اللى كانت موجودة فى اول مرحلة ، لكن مع مزجها بفكرة المساواة ، و دة بيظهر فى علاقات الليلة الواحدة ... المثلية الجنسية برضة من الأنماط اللى أبتدت تفرض نفسها على الساحة و قدرت تثبت رجليها من خلال التقنين فى بعض الدول ... ظهر برضة نمط العلاقات ، و دة بيتفرع منة أنماط كتيرة جدا بدءا من العلاقات المفتوحة اللى بتبقى فيها العلاقات متشعبة جدا ، لحد العلاقات المترابطة اللى بتبقى شبة الزواج من حيز ألتزام الطرفين ببعض ، لكن بيكون قايم على معادلة التكافؤ و الحب ، مش على المعادلة القديمة
مفيش نمط من الأنماط دى أنتصر أنتصار نهائى ، و لحد دلوقتى محدش يعرف أذا كانت البشرية هاتتخلص من نظام الأسرة الأجتماعى ولا هاتحتفظ بية ، هل هاتحصل حاجة تخلية يعدل من نفسة و يستمر ، ولا هاتحصل حاجة تقضى علية نهائيا ، و أذا انتهى مين اللى هيسود ، ولا أحنا داخلين على عصر جديد مافيهوش سيادة لنمط معين لكنة بيقبل كل الأنماط ... كل دى أسئلة محدش يعرف أجابتها ، و الزمن وحدة اللى هيجاوب عليها ... لكن بالتأكيد محدش فينا هايستنى الزمن على ما يحكم بعد قرنين تلاتة ، كل واحد فينا محتاج يفهم كل حاجة جت منين و لية ، و هو يقرر بعد كدة هو عايز أية

هناك تعليقان (٢):

  1. مقال جميل وان كان بساطه الاسلوب افقده رونقه
    اما سؤالي هو هل سنرجع حسب وجهه نظر الكاتب الي ما قبل نشوء الزواج الحديث
    اب الي العصور السحيقه
    بصراحه عايز اعرف رأيك
    انتظر ردك

    ردحذف
  2. Great article.. I liked your simplified language too. Thanks :)

    ردحذف