الاثنين، ١٩ مارس ٢٠١٢

كامل النجار يرد على مزاعم أنتشار الأسلام فى الغرب بالدليل والبرهان









مقالة رائعة للدكتور كامل النجار - كتبها على حلقاتان - بعنوان "الغربيون الذين اعتنقوا الإسلام" تدحض مزاعم الأسلاميين بأن اهل الفرنجة يدخلون الى الأسلام أفواجاً أفواجاً.


هذه روابط المقالة :-


الغربيون الذين اعتنقوا الإسلام 1-2



الحلقة الأولى :-

سألتني قارئة كريمة: كيف يُعقل أن بعض الغربيين المتعلمين والذين تربوا في مجتمعات حضارية قد بدأوا يدخلون الإسلام بأعداد كبيرة. هل هناك سر في الإسلام غير موجود في بقية الأديان يجعل هؤلاء الناس يعتنقونه؟

القارئة الكريمة ربما صدقت ما قرآته في المواقع الإسلامية أو سمعته من القنوات الفضائية الإسلامية، فالإسلاميون عادة يبالغون في كل شيء يخص الإسلام من قريب أو من بعيد. ففي ظرف السنوات العشر الأخيرة زادوا لنا أعداد المسلمين في العالم من حوالي بليون شخص إلى ما يزيد عن البليون ونصف البليون. وهذه زيادة لا يمكن أن تحدث في ظرف عشر سنوات أو حتى عشرين سنة. وبمثل هذه المبالغات قالوا لنا إن عشرات الآلاف من الغربيين يعتنقون الإسلام كل عام. وهذا زعم لا يقوم على أي دليل. أهل الإسلام يعرفون أن إسلامهم هش لا يقوى على الوقوف أمام العقل والتقييم العلمي، ولذلك يوهمون أنفسهم والعامة من المسلمين بأن دينهم ما زال بخير والدليل على ذلك أن الغربيين يعتنقونه زرافاتٍ ووحدانا. بل يتمادون أكثر ويزعمون أن المشاهيرالمسيحيين قد أعلنوا إسلامهم وهم على فراش الموت، فمثلاً زعم الدكتور محمد عمارة أن ميشيل عفلق قد أسلم قبل موته في عام 1989، وكتب الدكتور الإسلامي محمد عباس مفنداً ما قاله محمد عمارة (في كتاب الدكتور عمارة فوجئت به يتناول ما حسبته شائعة سخيفة عن إسلام سيد التيار القومي دون منازع: ميشيل عفلق، ودفنه وفق أحكام الشريعة. وكنت أرى في ذلك ترهات سخيفة كإسلام نابليون، أو كالحاج محمد هتلر) ( عبد الرحمن الراشد، الشرق الأوسط، 10 مايو 2007).

لا جدال أن عدداً من الشباب الغربي قد تحولوا إلى الإسلام، وسوف نناقش الأسباب التي دفعتهم إلى ذلك. وسوف أبدأ هنا من حوالي القرن الثامن عشر وربما ما قبله بقليل حسب المصادر التي أعثر عليها، لأبين أن الأوربيين القلائل الذين دخلوا الإسلام في تلك السنوات كانت لهم دوافع خفية. ونفس الشيء ينطبق على الذين تأسلموا قريباً.

فإذا أخذنا القرنين التاسع عشر والعشرين مع نهاية القرن الثامن عشر، نجد إن أعداد الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام لا يتعدي المئات كما نلاحظ في موسوعة ويكيبيديا ، في ذلك الوقت انتشرت بين المثقفين الغربيين عامةً، والإنكليز خاصةً، فكرة الشرق الساحر ورمال الصحراء المترامية وقصص ألف ليلة وليلة. أعداد كبيرة من الغربيين الرومانسيين شدوا الرحال إلى الشرق وزاروا عدة مناطق عربية كانت في ذلك الوقت تحت الحكم العثماني. غالبية هؤلاء الرحالة رجعوا إلى بلادهم كما ذهبوا، ولكن بعض الانتفاعيين اعتنقوا الإسلام لحاجة في نفس يعقوب.

نذكر منهم أشهرهم وهو جون فلبي Philby الذي كان يعمل في المخابرات السرية البريطانية. المعروف عن فلبي أنه كان ملحداً لا يعترف بأي دين، ولكنه بعد أن كسب ود الملك سعود وتوسط بينه وبين شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا لحيازة الشركة على حق التنقيب عن البترول مقابل 50 ألف جنيه سترليني كدفعة أولى ثم 5000 جنيه سنوياً تُدفع للملك عبد العزيز، أصبح فلبي الرجل المفضل عند الملك عبد العزيز وعند الشركة الأمريكية. وقتها رأى فيلبي الفرصة مواتية، فاستقال من الحكومة الإنكليزية، وأشهر إسلامه الذي أغضب زوجته الإنكليزية التي كانت تعيش في إنكلترا، وتزوج أكثر من زوجة مسلمة، كانت الأولى منهن جارية أهداها له الملك عبد العزيز، ثم اشتغل بالأعمال الحرة وأصبح وكيل شركة فورد بالمملكة واشتهر بحبه للفلوس حتى أن تجار جدة كانوا يسمونه "عبد القرش" بدل "عبد الله" الذي أصبح اسمه بعد أن أسلم. (The Devil’s Game) للكاتب روبرت دريفوس، ص 68.

Hedley Churchward رسام إنكليزي من مواليد 1929. في زيارة له لإسبانيا أسرته مناظر قصر الحمراء ومسجد قرطبة، وقرر الذهاب إلى المغرب ليعيش الأجواء العربية الأصيلة. ومع مرور الزمن اختلط بالأهالي ولبس الملابس العربية ثم أعلن إسلامه. سافر بعد ذلك إلى القاهرة وقد سبقته سمعته كرسام، فطلبوا منه رسم لوحات بأحد المساجد. بنى لنفسه بيتاً قرب الإهرامات وتسجل كطالب بالأزهر. وبعد تخرجه عمل مدرساً للسيرة النبوية في أكاديمية القاضي. ثم تزوج بنت أحد الشيوخ الشافعيين ونزح معها إلى جنوب إفريقيا بحثاً عن فرص عمل أكبر... هل أسلم هذا الرجل حباً في الإسلام أم حباً في الفنون الإسلامية التي رآها في الأندلس، أم لشيء في نفس يعقوب؟ فهو من المؤكد أنه لم يسلم بعد أن درس الإسلام واقتنع به لأن دراسته للإسلام بدأت بعد أن وصل القاهرة.

Alexander Russel Web صحفي أمريكي أُرسل إلى الفلبين في عام 1880 ليكون قنصلاً لأمريكا في مانيلا. هناك في عام 1887التقى ميرزا غلام أحمد، أشهر وأغنى مسلم هندي وقتها. بعد فترة أعلن السيد أليكساندر ويب إسلامه، وعندما رجع ميرزا غلام إلى الهند جمع تبرعات مالية ضخمة مكنت ويب من زيارة الهند والاجتماع بأكبر عدد من المسلمين الهنود، وزيارة المناطق السياحية المهمة. وبعد رجوعه من الهند أعلن أن زوجته وأطفاله كذلك أصبحوا مسلمين. ترك وظيفته كنقصل لأمريكا ورجع إلى الولايات المتحدة فعينه السلطان العثماني قنصلاً فخرياً للسلطان في أمريكا... هل نشتم هنا ما يشي أن المصالح المادية كان لها فعلٌ في هذه الحالة؟ وكيف أسلمت زوجته وأسلم أطفاله مباشرةً بعد إسلامه؟ هل درسوا الإسلام واقتنعهوا به، أم هل هو الفقه الإسلامي: إذا أسلم الرجل أصبح أطفاله مسلمين غصباً عنهم؟

Adam Neuser (1530-1576). ربما يكون هذا أول مسلم غربي في التاريخ. السيد نيوسر كان قسيساً في مدينة هيدلبيرج الألمانية. اختلف مع زملائه من اتباع مذهب كالفن البروتستانتي وأنكر فكرة الأقانيم الثلاثة. ولما ضاقت عليه الكنيسة وقاطعه الرهبان، كتب إلى السلطان العثماني يخبره أنه لو وصل بفتوحاته إلى ألمانيا فسوف يجد مؤيدين كثيرين. قبضت عليه السلطات ووضعته في الحبس ولكنه تمكن من الهروب والذهاب إلى اسطنبول حيث أعلن إسلامه، فعينه السلطان كاتباً بالقصر... هل هذا القس أإسلم اقتناعاً بالإسلام أم لعوامل أخرى؟

Johann Ludwig Burckhardt (1784-1817). بعد أن تخرج من جامعة ليبزج في ألمانيا، سافر يوهان إلى لندن في عام 1806 يحمل خطاب تعريف وتوصية من عالم الطبيعة يوهان فريدريك بلومينباخ Blumenbach إلى السير جوزيف بانكس رئيس اللجنة الجغرافية المعروفة ب "إتحاد إفريقيا". اقترح السيد بيركهارت على اللجنة أن يكتشف لهم منابع نهر النيجر إذا قاموا بتمويل رحلته. وافقت اللجنة على طلبه في عام 1809. وبما أن رحلته كانت سوف تمر بمصر وليبيا وموريتانيا، فقد خمّن السيد بيركهارت أنه لو تعلم شيئاً عن الإسلام ومرر نفسه على أساس أنه مسلم فإن ذلك سوف يسهّل عليه مهمته. سافر إلى الليفانت (لبنان وسوريا) وتعلم العربي ودرس الإسلام ومن ثم أعلن إسلامه وسمى نفسه الشيخ إبراهيم بن عبد الله. من سوريا سافر إلى مصر في انتظار أن ينضم إلى قافلة مسافرة إلى ليبيا. ولكن القافلة تأجلت عدة مرات، وأخيراً تحدد يوم رحيلها في عام 1817، ولكن لسوء حظه فقد أصابته دوسنتاريا حادة ومات قبل يومين أو ثلاثة من بدء الرحلة. الجدير بالذكر أن عائلته أنكرت أنه أسلم... فهل أسلم هذا الرجل عن اقتناع بالإسلام أم لحاجةٍ في نفس يعقوب

Ian Dallas ولد في اسكتلندا عام 1930، وكان كاتباً روائياً وممثلاً على المسرح. سافر إلى المغرب في عام 1967 وهناك وقع تحت تأثير الصوفية مع جماعة القادرية وأعلن إسلامه وسمى نفسه عبد القادر الصوفي. كتب عدة كتب مثل "كتاب التوحيد" و كتاب "الحب" وكتاب "الأمل" الخ. هاجر بعدها إلى جنوب إفريقيا حيث ما زال يقيم ويستمتع بإقامة حفلات الذكر. يطالب هذا الشخص بإرجاع الدينار الذهبي الإسلامي والدرهم الفضي كي يسيطر التمويل الإسلامي على أسواق العالم ونسيطر على الربا ويعم الرخاء. فبديهي أن هذا الرجل استهوته الترانيم الصوفية ولم يحفل بدراسة الفقه الإسلامي وعواقبه الوخيمة على الإنسانية

حتى بعض النساء وقعن في هذه الحبائل الرومانسية في القرن التاسع عشر. نجد من هؤلاء النساء الشابة السويسرية إيزابيل ايبرهارت Isabelle Eberhardt (1877-1904). هذه الشابة كانت نتيجة علاقة غرامية بين أمها ومعلم أطفال الأسرة الميسورة. فمنذ البداية وجدت إيزابيل نفسها طفلة غير شرعية وأصغر من إخواتها بكثير، وكان إخواتها لا يطيقنها، فتنكرت لوضعها كأنثى وبدأت تلبس ملابس الصبيان وتتصرف كأنها صبي. في عام 1897 اصطحبت معها أمها وزارت الجزائر متنكرة كرجل. وهناك التقت بجماعات الصوفية القادرية وأعجبتها طبولهم ورقصاتهم، فأعلنت أسلامها ثم أسلمت أمها. أعجبتهما الجزائر وقررا الاستقرار بها، وسمت إيزابيل نفسها محمد إزادي. ماتت أمها بعد فترة وجيزة واستمرت إيزابيل في الجزائر وانضمت إلى صفوف الثوار ضد الاستعمار الفرنسي. وهناك التقت بجندي جزائري فتزوجته ولكنها لم تعش طويلاً بعد ذلك إذ انهد منزلهما عليهما إثر امطار غزيرة وفيضان.... فهل كانت إيزابيل شخصاً سوياً أم كانت نفسيتها معذبة تتوق إلى شخص أو أشخاص يحبونها، فوجدت في الصوفية ضالتها وأعلنت إسلامها؟ فسيرتها الذاتية لا تذكر لنا أنها درست الإسلام في أي وقت قبل إسلامها، أو حتى بعده.

في المقابل نجد هناك شخصيات غربية متعلمة مكثت في الشرق سنوات عديدة ولم يستهوهم الإسلام. فمثلاً البيريطانية جيرترود بيل أي مس بيل كما كانت تُعرف في العراق، قد مكثت منذ عشرينات عمرها في العراق وكانت الحاكمة الفعلية للبلد، ورسمت الحدود الحالية بين العراق والكويت وبين العراق وسوريا، وكانت لها صداقات مع شخصيات عراقية معروفة، ومع ذلك لم تسلم. ولورنس أوف أرابيا Lawrence of Arabia (1888-1935). ذلك الضابط الإنكليزي الذي كان خبيراً بالحفريات وعمل مع المخابرات البريطانية ليوقع القطيعة بين العرب والخلافة العثمانية قبل الحرب العالمية الأولى، كان قد صادق الملوك والأمراء وعاش مع البدو في الصحراء ولبس لباسهم وركب جمالهم، وعاشرهم معاشرة الفرد للقبيلة، ومع ذلك لم يسلم رغم أنه خبر الإسلام ظاهراً وباطناً.

وإذا أخذنا القرون الطويلة التي استقر فيها الإسلام في إسبانيا أيام الدولة الأندلسية وقصورها الفاخرة وحماماتها الشعبية العديدة وجواريها وموسيقاها ومكتباتها العامرة، وكل ما يمكن أن يغري الغربيين ليعتنقوا الإسلام، فإنا لا نجد أي دليل أن الغربيين من خارج أو داخل إسبانيا نفسها قد أبدوا أي ميولٍ للإسلام، ولا تذكر لنا المصادر المتاحة أسماء أي أشخاص غربيين اعتنقوا الإسلام وقتها. فإذا لم يعتنقوا الإسلام وهو في عقر دارهم، لماذا يعتنقونه الآن؟

وقد رأينا في هذا المقال نوعية الرجال والنساء الذي اعتنقوا الإسلام في القرنين التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، فيبدو أن غالبية الذين اعتنقوه كانت لهم مصالح دنيوية استطاعوا أن يحققوها بإعلان إسلامهم، أو استهوتهم الطرق الصوفية وحلقات الذكر والطبول. ولا نستطيع أن نجزم إن كان إسلامهم عن اقتناع بالإسلام أم لأنهم عرفوا من أين تؤكل الكتف، فأكلوا حتى امتلأت إمعاؤهم.

ونستطيع بتحليل خلفيات الذين اعتنقوا الإسلام منذ القرن الثامن عشر حتى الآن، والمذكورين في ويكبيديا، أن نعرف مستواهم العلمي ومستوى ثقافتهم. فعدد الذين تحولوا من المسيحية إلى الإسلام في تلك القائمة كان 171 شخصاً. منهم 19 شخصاً مهنتهم لعب كرة القدم أو الكريكيت، و 21 شخصاً خلفيتهم موسيقية، بمعنى أنهم فنانو موسيقى الراب أو ملحنون، و7 أشخاص من عالم محترفي الملاكمة، و3 مهنتهم التصوير. والجدير بالذكر أن 16 شخصاً من الذين اعتنقوا الإسلام حديثاً قد أدينوا بممارسة الإرهاب سواء في أمريكا أو أوربا. فهل في هذه القائمة ما يجعلنا نعتقد أن الإسلام لابد أنه يملك من الحقائق وقوة الإقناع ما لا تملكه الأديان الأخرى، وأن الناس في أوربا يتسابقون إلى اعتناقه كما تزعم المواقع الإسلامية على الإنترنت، وشيوخ الإسلام من فضائياتهم؟

في اعتقادي أن سبب انتشار الإسلام في أوساط الشباب الضائع في أمريكا وأوربا سببه مادي بحت يرجع إلى بداية الستينات والسبعينات من القرن المنصرم عندما بدأت مملكة الوهابية ضخ البترودولارات لجماعة الإخوان المسلمين وبقية الجماعات الإسلامية الأخرى. وسوف اتعرض لهذا بالتفصيل في الحلقة الثانية من هذا المقال



الحلقة الثانية - و الأخيرة :-

في النصف الثاني من القرن العشرين، وبالتحديد في الستينات من ذلك القرن، بدأت مملكة آل سعود برامجاً متعدد المسالك للقضاء على تأثير القومية العربية تحت زعامة جمال عبد الناصر الذي كان ينادي بالقضاء على الملكيات في الدول العربية، ولنشر المذهب الوهابي في جميع الدول العربية وفيما بعد الغربية حتى تتمكن العائلة المالكة من فرض هيمنتها على المنطقة. بدأ ولي العهد وقتئذ، الأمير فيصل بن سعود بإنشاء رابطة العالم الإسلامي في مكة عام 1962، وأغدق عليها الكثير من بترودولارات المملكة.

بدأت رابطة العالم الإسلامي، بتشجيع من الإدارة الأمريكية، بإقامة اتحادات ومجالس إسلامية وبناء المساجد والمدارس الإسلامية في جميع الدول العربية وفي شرق آسيا، لتكون المنطقة برمتها حزاماً عازلاً يمنع انتشار الشيوعية في تلك المنطقة الاستراتيجية المهمة. لم تجد رابطة العالم الإسلامي أفضل من الإخوان المسلمين لإنجاز تلك المهمة إذ كان أغلب الذين هربوا من مصر في ذلك الوقت من المتعلمين الذين عملوا بالجامعات المصرية وبالأزهر وبالبنوك المصرية. احتضنت السعودية ورابطتها الإسلامية جماعة الإخوان وفتحت لهم خزائنها، ومن ثم أرسلت بهم إلى أوربا لإنشاء مراكز إسلامية وهابية، صرفت عليها المملكة عشرا ت المليارات من البترودولارات. وسطع نجم الإخوان من أمثال المصري سعيد رمضان والفلسطيني عبد الله عزام في إلمانيا وسويسرا ولندن وأمريكا. وأنشأت الجماعة البنوك الإسلامية والجمعيات الخيرية لتمويه نشاطاتها السرية التي كانت تتلخص في دعم الجماعات الإسلامية الإرهابية ونشر الوهابية.

قامت السعودية مع دول الخليج بضخ ملايين الدولارات للجامعات الغربية في شكل منح لإنشاء كراسي تعني بتدريس الإسلام، فرضخت أعرق وأقدم جامعات الغرب للتأثير الإسلامي الإخواني الوهابي وتركت اتحادات الطلبة الإسلاميين تسرح وتمرح في الجامعات وتصرف البترودولارات لاجتذاب الطلبة الغربيين إلى الإسلام بالمساعدات المالية وبالخداع. وأصبح نقد الإسلام في تلك الجامعات يؤدي إلى فقدان الوظيفة. ولم تسلم حتى المدارس الإبتدائية في أوربا وأمريكا من تأثير البترودولارات، فأصبحت المدارس في أمريكا تطلب من تلاميذها أن يعيش التلميذ ثلاثة أسابيع بعقلية إسلامية واسم مسلم، ثم يقص على الفصل بعد نهاية الأسابيع الثلاثة قصته كمسلم وماذا تعلم منها.


ثم طبعت مصلحة الشؤون الدينية بمكة ملايين النسخ من القرآن بالعربية والإنكليزية ووزعتها مجاناً على السجون والمساجد في أوربا وأمريكا وشرق آسيا (Secret Affairs, Mark Curtis ص 115). وجندت المئات من إئمة المساجد لينشروا الوهابية في مساجدهم في أوربا وأمريكا، وفي سجون تلك البلاد. وكما يقول المثل الإنكليزي money talks فقد بدأت البترودولارات تصدر أصواتاً نشازاً في أوربا وأمريكا تمثلث في رفع الأذان باللغة العربية في عواصم ومدن تلك البلاد، وحتى في سجونها، وأقيمت غرف للصلاة في مدارس ومستشفيات أوربا. وكنتيجة حتمية لهذه الأموال الطائلة دخل أشخاص عديدون المساجد الإسلامية ليعلنوا إسلامهم لاقتناء بعض المال أو استجابة للغش والخداع الذي مارسه وما زال يمارسه القائمون على نشر الإسلام في أوربا وأمريكا.

يقول فياز مغال Fiyaz Mughal، المسؤول الأول في منظمة Faith Matters الإسلامية: (قد تحول 5200 شخص إلى الإسلام في إنكلترا في عام 2010. أغلب هؤلاء المتحولين إلى الإسلام هم فتيات متوسط أعمارهن 27 سنة.)
وأظن أنه من الواضح أن معظم هؤلاء الفتيات تحولن إلى الإسلام تحت تأثير صداقتهن مع شبان مسلمين من الهند وباكستان (أكبر الجايات المسلمة في إنكلترا). من هؤلاء النساء مثلاً، مذيعة التلفزيون المشهورة كرستيان باكر Kristiane Backer التي تحولت إلى الإسلام بعد صداقتها مع لاعب الكريكت الباكستاني إمران خان Imran Khan. وكذلك السيدة جيمايمة جولدسميث اليهودية التي تزوجها إمران خان وأعلنت إسلامها وعاشت في باكستان عدة سنوات ثم انفصلت عن زوجها، وهي تعيش الآن الأجواء الصاخبة والحفلات على بلاجات مونتي كارلو والرفييرا وأصبح لها عدة بوي فرندز. ولا ننسى السيدة لورين بووث، شقيقة زوجة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، والتي كانت تعمل صحافية في محطة تلفزيون إيرانية تذيع من لندن. هذه السيدة أعلنت إسلامها ولبست الحجاب بعد أن قرأت 16 صفحة من المصحف المترجم إلى الإنكليزية. وربما يكون سبب إسلامها تأثرها الفائق بالقضية الفلسطينية إذ أنها تعمل في مجال حقوق الإنسان، أو ربما يكون للمال الإيراني دخلٌ في ذلك.

يقول الأستاذ كيفن برايس Kevin Brice من جامعة اسوانسي في مقاطعة ويلز البريطانية، والذي أجرى دراسة مستفيضة عن الغربيين الذين تحولوا إلى الإسلام، يقول:

 ( Some are converts of convenience, who adopt the religion because of a life situation such as meeting a Muslim man, although the religion has little discernible impact on their day-to-day lives. For others it is a conversion of conviction where they feel a calling and embrace the religion robustly. )

وترجمتها كالآتي: بعض المتحولين إلى الإسلام تحولوا لأسباب تخص راحتهم الشخصية، كصداقة رجل مسلم، دون أن يكون للإسلام أي أثر على حياتهم اليومية. وهناك من اسلم لشعورهم بالحاجة إلى معتقد يجلب لهم الراحة النفسية

بعض المشاهير أسلم لأسباب تافهة جداً، فمثلاً الممثل الأيرلندي ليام نيسون Liam Neeson، قال لصحيفة "الصن" البريطانية إنه كان في رحلة إلى استانبول التي بها 4000 مسجد، وإن صوت الأذان خمس مرات باليوم كاد أن يدفعه إلى الجنون في الأسبوع الأول، ثم تدريجياً تعود عليه ووجده شيئاً جميلاً جداً، ولذا فكر في اعتناق الإسلام. وهو كغيره من الغربيين الذين تأثروا بترتيل القرآن وجمال صوت المقريء دون أن يفهموا شيئاً عن المحتوى (الرجاء مشاهدة هذا المقطع لترى تأثير تلحين القرآن على المستمع) :


رغم مليارات الدولارات التي صرفتها مملكة الشر لأسلمة الغرب، نجد أن الذين اعتنقوا الإسلام في بريطانيا في عام 2010 لا يتعدى 5200 إمرأة ورجل، أغلبهم نساء وجدن أن اعتناق الإسلام هو أقصر الطرق للفوز بعريس. ويمكن أن نقسّم البريطانيين الذين أسلموا إلى عدة فُرق :-

    الفريق الأول: نساء دخلن الإسلام بسبب صداقتهن لرجل مسلم يرجون الزواج به، وهؤلاء النساء لا يعرفن عن الإسلام أي شيء غير الحجاب.

    الفريق الثاني: المساجين الذين توزع لهم المنظمات الإسلامية المصاحف المطبوعة في السعودية مجاناً ويزورهم إئمة المساجد في السجن لتدريسهم الإسلام. هؤلاء المساجين أغلبهم شباب متمرس في الجريمة ويهوى المغامرات، وهذا هو النوع الذي يتدرب على الإرهاب بعد الخروج من السجن ويفجر الطائرات والقطارات في العواصم الغربية.

    الفريق الثالث: الشباب الضائع والعاطل عن العمل والذين يفتقدون المسكن والقوت وينامون في الشوارع وأمام الكنائس والمساجد ، هذا النوع من الشباب فريسة سهلة الاصطياد للمنظات الإسلامية التي تقدم لهم الطعام والمأوى وتجتذبهم إلى المساجد ليتعلموا الإسلام.

    الفريق الرابع: رجال ونساء متعلمون لكنهم غير راضين بالحياة التي يعيشونها. هذه الفئة من الناس يخدعهم الإسلاميون الذين يقدمون لهم الإسلام المكي وآيات التسامح التي تبهرهم، فيعتنقون الإسلام دون أن يعرفوا فقهه الذي يدعو إلى قتلهم إن لم يسلموا.

    الفريق الخامس: فئة من المنتفعين والمتسلقين الذين يرون في الإسلام فرصة لاقتناء المال والصداقات التي تنفعهم في أمور كثيرة، مثل الدكتور موريس بوكاي الذي كتب الكثير عن الإسلام وتظاهر بأنه مسلم لكنه لم يسلم حسب شهادة زملائه وأصدقائه.

    الفريق السادس: فئة قليلة جداً من الرجال الذين درسوا الإسلام ووجدوه ملائماً لهم أكثر من المسيحية التي تربوا عليها، وربما لم يدرس هؤلاء الرجال المعتقدات الأخرى مثل البوذية التي تعلو على الإسلام في أغلب تعاليمها.

هناك فريق من العلماء يخدعهم الداعية اليمني الزنداني، رئيس منظمة الإعجاز القرآني، ويقدم لهم تذاكر الطائرات ونفقات السكن والأكل في الرياض أو جدة ليتحدثوا عن آيات معينة في القرآن ليحلل الزنداني الأموال التي تتدفق عليه من مملكة الشر. وبعد المحاضرة مباشرة تبدأ الصحافة الإسلامية في التهليل والتكبير لأن هؤلاء العلماء قد أسلموا، وهم لم يسلموا إنما قدموا محاضرات مدفوعة الثمن وقالوا ما أراد لهم الزنداني أن يقولوه، أي بمعنى آخر باعوا ضمائرهم. وأنا شخصياً لم أعثر على اسم أي عالم غربي أسلم عن اقتناع بالإسلام غير أن العَالم الإسلامي ما زال يهلل للفرنسي رجاء جارودي Roger Garaudy الذي وُلد كاثوليكياً وتحول إلى البروتستانتية عندما بلغ سن الرابع عشرة، ثم أصبح شيوعياً وانضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي وسُجن في الجزائر أيام الحرب العالمية الثانية. ثم رجع إلى الكاثوليكية وأخيراً أسلم عام 1982. ولأنه أنكر المحرقة اليهودية، وصفه عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري، بأنه أعظم فيلسوف غربي، وقال عنه القذافي إنه أعظم فيلسوف بعد أرسطو وإفلاطون، وحتى حسن نصر وصفه بأنه أعظم فيلسوف في القرن العشرين، كأنما حسن نصر يعرف شيئاً عن الفلسفة، ومنحته السعودية جائزة فيصل العالمية لخدمة الإسلام. كل ذلك يقال عن رجل متذبذب في مبادئه وفي معتقداته واعتنق الإسلام ربما لأسباب شخصية.

في اعتقادي أن الإسلاميين يعتمدون على المبالغة في الدعاية عن أعداد الغربيين الذين أسلموا لأنهم يعرفون ضعف معتقدهم ويخافون له نفس المصير الذي حاق بغيره من المعتقدات. وكلما كان المعتقد أكثر هشاشة كلما كبرت ماكينة الدعاية لذلك المعتقد، كما أثبت جوبلز في ألمانيا الهتلرية.

وفي النهاية فإن أغلب الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام هم من السود المحرومين في أمريكا، ومن محترفي الإجرام في السجون الغربية، أو من لاعبي الكرة الجهلاء أو الملاكمين مثل مايك تايسون أو المغني مايكل جاكسون. ولا أعتقد أن أي دين يمكن أن يفختر بمثل هؤلاء الأتباع، ولكن أمة محمد تعمل بالحديث الذي يقول "تناكحوا، تناسلوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة". المهم هنا الكم وليس النوعية. وإليكم هذا المقطع لتروا نوعية الغربيين الذين يدخلون الإسلام :

هناك ٧ تعليقات:

  1. العب غيرها يالى موش شاطر

    ردحذف
  2. سؤال هل ما تكتبه عن الاديان بحق مشروع لك هل ما لديك هو صور فقد تريد ان تظهر ان الاسلام ارهاب اما لديك فكر عن صفر نشيد الانشاد اريد ان اعرف اكثر عن الكتاب الى انتو كتبينو بايديكم

    ردحذف
  3. اريد المعرفة اكثر عن دين غير الاسلام مثل دينك الذى لايعبر الا على ان صفر نشيد الانشاد هو العمود الفقرى الذى يعمل علية القواسسة والكهنه ---لااله الا الله عيسى عبدالله

    ردحذف
  4. سؤال من كان يدير شئون الكون قبل ميلاد المسيح وبعدين انتو بتقولو فى الكتاب ان مريم زانيه وبتقولو ان نزل من السماء متجسد وناس منكم بتكدب الكلام دة وبتقولو ان فداء العالم وبترسموه على انو خروف او نعجه مش فاكر بالضبط وبتقولو معجزات القديسين وهما سحراء الذى خلق حواء وادم بدون اب ولا ام قادر ان يخلق عيسى بدون اب وبعدين النساء الى مشيين على الكتاب هل السيدة مريم كانت بتلبس زى اللبس دة وهل كان فى كنائس ايام المسيح ولكن الى متعرفوش ان الكنايس اتبنت بعد ممات المسيح بعشرات السنين هو انته متعرفش ان الله لااله الا هو لاشريك لة وان عيسى عبدالله ورسولة له رسالة من الله زى اى نبى ولكن الرساله تختلف حسب تخلف الكوم الذى جاى اليهم الرسول ارجو النشر عشان احث بصدق هانى كلنتون

    ردحذف
  5. لماذا اقره سفر الأناشيد لماذا لأ اقرأ جنتكم ماذا تحتوي من غلمان وحوريات عين (ملهى مو جنة) اقره كتابك وبعدين اتكلم عن كتابنا اللي الا حضرتك ماقاريه فقط تسمع شيخك يتكلم عنه وانته غافي عن كل اللي حولك

    ردحذف
  6. انا مسلم ملتزم لكني اكره المتاشيخين الملتحين الذين يحكموا على الناس ببساطة بالكفر والفجور ويظنو انفسهم فوق الناس لانه حافظ ايتين زيادة عنهم بس مع احترامي الك انت وكاتب المقال لا تختلف عنهم بشيء نفس الاسلوب ونفس النمط بس بالاتجاه المعاكس كيف انت تحكم على الناس انه فلان اسلم لانه طماع او لانه جاهل او ضعيف او بسبب زواج او او ........ يا اخي انت عايش جوا قلوبهم مثلا بعدين انت اسلوبك انه اللي يؤمن بالدين خلص متخلف بدون نقاش وانه انت الفهمان اللي العلم يجري من بين ايديك لانك قاري كمن مقال زيادة.
    اي انتو والملتحين زهقتونا عيشتنا

    ردحذف
  7. لعنك الله ولعن كامل النجار ايها الفجار ستعلمون غدا الحقيقة واضحة كالنهار ودالك في جهنم وبيس القرار ابو زيد البلخي من الجزائر

    ردحذف