كتب الدكتور كامل النجار ثلاثة مقالات عن "سيكولوجية الأديان" تمثل انارة جديدة للمحتوى العربي - المكتوب باللغة العربية - على الأنترنت.
هذه روابط الثلاث مقالات :-
و سوف أدمجهم هنا بمدونتى كمقالة واحدة
أتمنى لكم قراءة ممتعة ومفيدة
أتمنى لكم قراءة ممتعة ومفيدة
ســــيـكـولـوجـــيـة الأديـــــــان
الجزء الأول:
في النصف الثاني من القرن العشرين ظهرت مدرسة جديدة في دراسة علم النفس psychology سموها psychology of Religion أي دراسة سيكلوجية الأديان. وقد أسس هذه المدرسة الدكتور الأمريكي وليام جيمس (1902-1985) الذي عامل الأديان كأنها أفكار مفيدة للبشر، على عكس فرويد الذي قال في كتابه The Future of an illusion (الأديان زائفة، بمعنى أن جوهرها، أي الإله، لا وجود له. وبالتالي يصبح من غير المعقول عبادة شيء غير حقيقي) (نقلاً عن كتاب سيكولوجية الأديان للبروفسور رالف هود، ص 23).
قبل أن تبدأ الأديان عند الإنسان البدائي تعلم الإنسان بعد أن استقر في مجموعات صغيرة، أن يقوم ببعض الطقوس التي تساعده على التغلب على الخوف من المجهول، وربما لتمجيد الأسلاف الذين ماتوا. ولم تقتصر الطقوس على الإنسان البدائي فقط وإنما كانت معروفة للحيوانات كذلك. فجميع الحيوانات لها طقوس معينة لمناسبات معينة، أشهرها الطقوس الجنسية التي يقوم بها الذكر قبل مجامعة الأنثى. وأشهر هذه الطقوس هو ما يقوم به الطاؤوس من رقص ونفش ذيله الطويل المزخرف قبل أن تستجيب له الأنثى. وكذلك طقس الجنس في مملكة النحل، وهذه الرقصة الطقوسية تقوم بها ملكة الخلية التي ترقص بطريقة معينة ثم تطير ليتبعها كل الذكور قبل أن يصل إليها أول ذكر ويجامعها ثم يموت.
وقد تطورت بعض هذه الطقوس عند الشمبانزي حتى صارت تشبه الطقوس الدينية. فقد وصفت عالمة الأنثروبولوجي جين قودال Jane Goodall عام 1971 طقساً كانت قد شاهدته في مجموعة من الشمبانزي أثناء عاصفة رعدية. أثناء العاصفة بدأت الشمبانزي بالصراخ وبدأت تنزل من الجبل وكل فرد منها يحمل فرع شجرة صغير وهو يصرخ. وعندما يصل الفرد منها إلى سفح الجبل، يصعد مرة أخرى ليعيد الكرة إلى أن انتهت العاصفة الرعدية (كتاب سيكولوجية الأديان، ص 71). وقد أكد هذا الطقس وزاد في وصفه في مجموعات أخرى من الشمبانزي الدكتور ستيوارت جثري Stewart Guthrie عام 1993 في كتاب بعنوان Faces in the Clouds الذي أدخل فيه مصطلح anthropomorphism الذي يقول إن الإنسان يُعطي صفاته الجسدية إلى أشياء غير محسوسة أي غيبية ويسميها آلهة.
مع ازدياد حجم المجتمعات الإنسانية بعد اكتشاف الزراعة، ظهرت مجموعة من الرجال والنساء الأذكياء واستغلوا هذه الطقوس للسيطرة على بقية الناس في مجتمعهم. وبالطبع كان لابد لهم من تضخيم الطقوس ووضع قواعد صارمة لها، واستعمال لغة لا يفهما عامة الناس من حولهم. وقد تعارف الناس على تسمية هذه الطبقة من الرجال والنساء ب (الكهنة، أو العرافين) الذين كانوا يزعمون مقدرتهم على الاتصال بالسماء والتنبوء بالمستقبل. ولمقدرتهم الاتصال بالسماء كان في مقدورهم كذلك أن يشفوا المريض الذي تقمصته الأرواح الشريرة من الأسلاف. وباستعمال هذه الطقوس وبعض الأدوية المستخرجة من النباتات ذات الألوان المختلفة كان باستطاعة هؤلاء العرافين أن يدخلوا بعض الطمأنينة إلى نفس المريض وأقاربه، حتى وإن مات المريض من أثر المرض أو العلاج. وفي كل المجتمعات البدائية نجد أن طقوس المرض والعلاج ليس المهم فيها التركيبات الكيماوية للأدوية وإنما ألوان الأدوية وطريقة استعمالها. ففي قبائل الزولو في جنوب إفريقيا لابد أن يكون العلاج مكون من ثلاثة سوائل: أسود، وأحمر وأبيض. فالأسود يمثل الظلام والخوف والمرض، والظلام هو الوقت الذي تكثر به الأخطار التي تداهم الناس. واللون الأحمر يمثل حالة الانتقال من الليل إلى شروق الشمس التي تبدو حمراء وقت الشروق. وهو كذلك يمثل تحول المرأة من بنت صغيرة إلى امرأة عندما تبدأ دورتها الشهرية، والأفارقة كغيرهم من القبائل البدائية ما زالو يحتفلون بهذه المرحلة المهمة في حياة المرأة (شاهد مقطع الفيديو أدناه). أما اللون الأبيض فهو يمثل النور والصحة. ولذلك لابد للمريض أن يشرب الدواء الأسود أولاً ثم الأحمر ثم الأبيض (سيسل هلمان، كتاب الثقافة، الصحة والمرض، ص 23) Culture, Health and illness.
وبمرور الزمن خلقوا لكل مناسبة طقساً معيناً يقوم به الناس للاحتفال بتلك المناسبة، مثل طقوس البلوغ، وطقوس الختان، وطقوس الزواج، وطقوس الموت. ولتكون الطقوس مؤثرة في الناس لابد لها أن تكون منظمة بطريقة معينة، ومتكررة بشكل رتيب، ويجب أن يلبس المشتركون فيها ملابساً معينة، ويرقصوا رقصات معينة، ويرددوا أهازيج محفوظة. ورغم أن الحركات والملابس وغيرها لا تنسجم والعقل، إلا أن الطقوس نفسها تؤدي مهمات كثيرة في المجتمعات البدائية. فهي تقوي روح الانتماء إلى الجماعة، وتُشعر المشترك بأنه يتحكم في روحه وعالمه، وتُشعر الإنسان كذلك بالأمان لأنه ضمن مجموعة كبيرة، وكما تقول الحكمة الإنكليزية safety in numbers، أي كلما كثر الناس حولك كلما شعرت بالطمأنينة، وهي تُنسي الإنسان أحزانه. فمثلاً نجد عند اليهود شعيرة شيفا Shiva عند وفاة أحد أفراد المجموعة، والتي يمارس فيها الناس ولمدة سبعة أيام أقوالاً وأفعالاً تقوي من روح الانتماء للمجموعة، ويحضرون الطعام إلى منزل الميت، ويرددون آيات من التوراة وأهازيج تساعد أهل الميت على تحمل فراقه. وقد شبهها علماء السايكولوجي بالعلاج النفسي الجماعي Group therapy. والطقوس رغم فوائدها الكثيرة للمجموعات البدائية فلها أعراض جانبية قد جلبت وما زالت تجلب المصائب لبعض الناس. وسوف أتعرّض لبعض هذه المصائب لاحقاً.
يقول علماء سيكلوجية الأديان إن الطقوس هي جوهر الأديان وأصلها. ولا يخلو أي دين من الطقوس العديدة التي إذا تأملها الإنسان يجد أنها حركات مكررة لا معنًى لها. فحركات الوضوء والتيمم لا تفيد أي شيء في النظافة أو الطهارة. فشعر المسلم مثلاً مغطى بالعمامة أو الحجاب طول اليوم، فما معنى أن يمسح الإنسان عليه بالماء أثناء الوضوء؟ وغسل اليدين إلى المرفقين لا يزيل القذارة عن جسم الإنسان إذ أن أغلب الروائح الكريهة تنتج من العرق تحت الإبطين وبين الإليتين وفي المرفقين أعلا الفخذ. وكذلك الصلاة، قد نفهم أن يقرأ الإنسان آيات من القرآن، ولكن لماذا يركع ثم يسجد ثم يكرر العملية في ركعات متعددة. ألا يكفي أن تسجد لله مرة واحدة وتضع رأسك على الأرض علامةً للخضوع له، ولماذا نقرأ في بعض الركعات جهراً ونقرأ في بعضها سراً؟ فإذا كان الله يسمع قراءتنا سراً، لماذا نجهر بها؟ ولماذا كل هذا الالتزام بمواعيد الصلاة حتى أن لم تكن صلاة جماعة؟ هل الله لا يسمع إبتهالنا له بعد شروق الشمس، أم أنه يخشى من منافسة الشمس له؟
وهناك كذلك رمي الجمرات التي يموت بها عشرات الحُجاج. هل يعتقد الرامي أن حجارته تلك فعلاً تصيب الشيطان الذي لا وجود له إلا في مخيلته؟ ونجد في المسيحية كذلك طقوس لا معنًى لها. فمثلاً المسيحيون لا يأكلون إلا السمك يوم الجمعة الحزينة، ولا يشعلون الشموع في الكنائس ويلبس القساوسة والمؤمنون ملابس سوداء للتعبير عن حزنهم لصلب يسوع. وطبعاً ليس هناك أي علاقة بين أكل السمك وصلب يسوع رغم أن يسوع أطعم خمسة آلاف من سمكة واحدة، كما يقولون. وهم كذلك يصومون بين الجمعة الحزينة وعيد شم النسيم Easter. ولا يفهم الإنسان كيف يفيد هذا الصيام يسوع أو الصائم نفسه. ونفس الشيء ينطبق على التطبير الذي يمارسه الشيعة حزناً على رجل قُتل قبل ألف وأربعمائة عام. أما البوذيون فيشعلون الشموع ويضعون الزهور أمام صورة أو تمثال لبوذا في المعابد والبيوت كل صباح ومساء، ويقوم الكهنة بترديد أهازيج دينية ثم يصلي الجميع لبوذا. والسنة الجديدة عندهم تبتديء بنهاية فصل الجفاف وبداية المطر ويحتفل البوذيون برش الماء على بعضهم وعلى الكهنة تيمناً بقدوم موسم الأمطار وبدء الزراعة. وهذا الطقس لابد أنه يرجع في أصله إلى أيام اكتشاف الزراعة الذي سبق ظهور البوذية
يعتقد بعض علماء سيكولوجية الأديان أن الأديان بدأت قبل حوالي مائة ألف سنة (Burkert 1996, Pfeiffer 1982, Rice 2007). والسبب الرئيسي في اللجوء إلى الدين والميتافيزيا هو خوف الإنسان من الموت ورغبته في الحياة الأبدية. وقد ساعد جهل الناس بالظواهر الطبيعية في انتشار الدين والخرافة. واستغل أنبياء الأديان هذه الرغبة في الخلود ووعدوا الناس بحياة أبدية في السماء. غير أن الأديان المسماة الإبراهمية أو السماوية بدأت بموسى ووصاياه العشرة حوالي عام 1300 قبل الميلاد. فإذا أخذنا عمر الإنسان على الأرض منذ ظهور الإنسان القائم Homo Erectus فيبدو لنا أن الإله قد تأخر كثيراً قبل أن ينتبه إلى أن الإنسان لا يعبده فقرر إرسال الأنبياء والرسل إليهم بعد ملايين السنين من خلقهم
يعتقد العلماء أن القوة وحب السيطرة على محيط الإنسان غريزة نشأت مع الإنسان منذ ظهوره على الأرض. وعندما يشعر الإنسان بفقدان هذه السيطرة يلجأ إلى الدين الذي يعطيه الاحساس بأنه قد يتمكن بمساعدة الإله من السيطرة على حياته ومحيطة، ولذا يُكثر من الصلاة والدعاء للإله
قد استفاد رجال الدين على مر العصور من الجهل والسحر للسيطرة على العامة. وقد احتل السحر مكانة خاصة في العقلية الجمعية في المجتمعات البدائية. وقد حاول رجال الدين في اليهودية والمسيحية التخلص من السحرة والساحرات حتى لا ينافسونهم في ولاء العامة، فقامت الكنيسة الكاثوليكية بإحراق الساحرات بالآلاف أيام محاكم التفتيش، كما حاولت الكنيسة البروتستانية تهميش دورهم. ثم جاء الإسلام وأعطى السحر مكانة عالية وزعم محمد أن اليهود سحروه ودفنوا السحر في بئر، مما أدى إلى مرضه. وجاءت آيات قرآنية تقول إن الله أرسل الملكين هاروت وماروت ليعلموا الناس السحر. فانتشرت بين المسلمين طقوس عديدة لتفادي الضرر من العين والسحر، مثل لبس التمائم الرادعة للسحر، ولبس الخرزة الزرقاء أو وضع عين زرقاء على باب الدار. وبذا أرجع الإسلام المؤمنين به إلى عصور ما قبل التاريخ
و لأن العديد من الطقوس لها فوائد نفسية للذين يمارسونها، نجد أن رجال الدين قد استولوا على بعض تلك الطقوس وجعلوها جزءاً من دينهم، مثل ختان الذكور وختان الإناث الذي يتسبب في موت أو ضرر الطفل المختون . فاليهودية ما زالت متمسكة بختان المواليد الذكور في اليوم الثامن، ويقوم بعملية الختان رجل دين متمرس في العملية يسمونه محلل. يقوم بعملية القطع حول الحشفة ثم يمص جلد الغلفة بفمه ليفصله عن القضيب. ففي نيويورك في عام 2005 اتضح أن هناك عدة اطفال يهود أصيبوا بفيروس يسبب العدوى في الجهاز التناسلي genital herpes كان قد تم ختانهم بواسطة محلل واحد قام بمص ذكورهم بعد الختان. وقامت السلطات الصحية بمنع ممارسة المص هذه، ولكن عمدة نيويورك أصدر أمراً بتعليق المنع وقال إن ممارسة الشعائر الدينية بحرية كاملة يجب ألا يعيقها أي قانون (God is not great, Christopher Hitchens ص50). وهناك الاف الضحايا من غير اليهود الذين نزفوا حتى الموت أو قُطعت حشفتهم بالكامل مع الغلفة.
أما رجال الدين الإسلامي فقد وضعوا اليد على عادة ختان الإناث التي بدأت في إفريقيا بآلاف السنين قبل ظهور الإسلام، وما زالت بعض القبائل الإفريقية غير المسلمة تمارسها، وقالوا إن نبيهم قد رأى امرأة تختن طفلةً في المدينة، فقال لها "اختني ولا تُنهكي فإنه أمتع للزوج" وبذا أصبح ختان الإناث جزءاً مكملاً للإسلام يتنافس شيوخ الأزهر في تأييده. (الرجاء مشاهدة مقطع الفيديو في آخر المقال عن هذه العادة الإفريقية). وأضرار ختان الإناث تفوق بعدة مرات أضرارها على الصبيان.
وبما أن الطقوس تذيب الفرد في الجماعة المحيطة به وتجعله راضخاً لمشيئتهم، فإنها تعمل ككابح لأي فعل يشذ عن ما تعارفت عليه القبيلة، وهكذا تحافظ القبيلة على هويتها. وهذا هو عين ما تفعله الأديان. وفي الحلقة القادمة سوف أناقش ذوبان الفرد في المجموعة الدينية وفصله عن بقية الناس خارج مجموعته
الاحتفال ببلوغ البنت (Copy and paste in the explorer)
فيديو ختان الإناث في إفريقيا.
الجزء الثانى:
يقول علماء سيكلوجية الأديان إن الخدمة الرئيسية التي يقدمها الدين للإنسان هي محاولة الإجابة على السؤال: ما معنى الحياة وما الهدف منها؟ والإجابة على هذا السؤال تقع ضمن محاور علم النفس الثلاثة، وهي cognition, motivation, social life أي الإدراك و التحفيز والحياة الاجتماعية. وحاجة الإنسان للإدراك أو الإلمام بما حوله وموقعه من العالم حوله كانت قد شغلت الإنسان منذ عشرات الآلاف من السنين. وقد حاول الإنسان البدائي فهم الحياة وإدراك أسرارها عن طريق خلق ميثولوجيا خيالية تتكون من قوى ميتافيزيقية غير مرئية إليه، ألبسها صفاته الجسدية وجعلها آلهة في السماء، خلقت العالم والإنسان. ولما كانت هذه الآلهة تحمل نفس صفات الإنسان الذي خلقها، فقد كانت تتشاجر وتتآمر على بعضها البعض ويقتل الخيرون منها الشريرين حتى يخلصوا العالم من شرورهم. ثم جاءت الأديان الإبراهيمية وسرقت هذه الميثولوجيا وطورتها وجعلت الخالق إلهاً واحداً متغطرساً يفعل ما يشاء، ولا يُسأل عما يفعل. وقد خلق هذا الإله المتغطرس شعباً يهودياً هو شعبه المفضل، وجعل بقية الناس the gentiles (الأميون) خدماً لهم. ثم جاءت المسيحية وعمت جميع العالم المعروف وقتها باستثناء الصين وأقاصي آسيا. المسيحية في البدء جعلت الناس كلهم أبناء الله وأوصتهم بحب أعدائهم وأن الله خلقهم ليكونوا فاضلين ولكي يساعد يعضهم بعضاً. ولكن بعد البداية المعقولة للمسيحية، دخل الإمبراطور قسطنطين مسرح الأحداث وأدخل السياسة في الدين بجعله المسيحية الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية. والسياسة إذا دخلت الدين أفسدته كما يفسد الدين السياسة. فقد انحاز الإمبراطور إلى أفكار الأسقف أليكساندر وتلميذه أناستاسيس ضد آريوس، وبذا بدأ مفهوم الأقانيم الثلاثة في المسيحية وانشقت الكنيسة إلى أرثودوكس وكاثوليك. وتشعبت آراء الكنيسة ولم تعد وصاياها تحل مشكلة الإنسان الأساسية، ألا وهي عملية الإدراك ومعنى الحياة. فظل الإنسان يبحث عن هذه الإجابة. وعندما كتب القس ريك وارن Rick Warren في عام 2002 كتاب the purpose-driven life بلغت مبيعات ذلك الكتاب أكبر رقم بعد مبيعات الإنجيل (كتاب سيكلوجية الأديان ص 13). فالناس في العالم الغربي، وبعد أكثر من ألفي عام من بدء المسيحية ما زالوا متعطشين إلى إدراك معنى الحياة ودورهم فيها. بالنسبة للإسلام فالأمر كان في غاية البساطة (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدونِ). ولهذا السبب لا يزعج المسلم نفسه بالتفكير في مغزى الحياة، ولا يكتب شيوخ الإسلام كتباً عن مغزى الحياة، فهي بالنسبة لهم دار فناء لا هدف لها غير تحضير الإنسان إلى الحياة الأبدية في جنة الحور العين. فهل الأديان أفادتنا في المحور الأول، محور الإدراك؟
منذ بدء التاريخ وحتى نهاية القرن الثامن عشر لم يتقدم إدراك الإنسان تحت المظلة الدينية إلا خطوات قليلة متعثرة، تخللتها حروب عديدة باسم ذلك الإله المتغطرس. وعندما يعجز الإنسان مثلاً عن فهم لماذا أعطاه الله طفلاً جميلاً ذكياً أحبه كل الحب، وفجأة أصابه الله بمرض لا شفاء منه ومات الطفل بينما جدته التي بلغت المائة عام من عمرها وخرّفت ما زالت عائشة، يجيبه رجال الدين بأن الله يعمل بطرق خفية God works in mysterious ways. وطبعاً مثل هذه الإجابة لا تقدم ولا تؤخر في فهم المصيبة. ولكن في العقود الثلاثة الأخيرة طفر بنا العلم طفرات جبارة في طريق فهم كيفية نشأة الكون وما سوف يؤول إليه مستقبله. وترك لنا العلم موضوع معنى الحياة ليقرره كل إنسان بنفسه، سواء أراد أن تكون حياته منذورة لحماية البيئة أو لنشر السلام بين شعوب الأرض، أو أن ينذر حياته للإجرام وقتل الآخرين. ولهذا يقول الفيلسوف شارلز تيلور Charles Taylor في كتابه Secular age 2007 (لا حاجة للإنسان إلى اللجوء إلى قوى ميتافيزيقية خارجية ليعرف معنى الحياة، وإنما عليه أن يعثر على ذلك من داخل نفسه التي هي جزء من الطبيعة.)
بالنسبة للمحور الثاني وهو التحفيز أي motivation فالأديان للأسف فعلت العكس وثبطت من همم الباحثين عن الحقيقة ومعنى الحياة. فموقف الكنيسة الكاثوليكية من العلماء والفلاسفة في قرون ما قبل التنوير موقف لا يشرف أحداً، وقد اضطر البابا يوحنا بولس الثاني أن يعتذر من العلماء لما أصابهم وأصاب العلم بسبب موقف الكنيسة منهم. وللأسف ما زالت الكنيسة الكاثوليكية تقف في طريق العلم في أشياء مثل محاربة داء فقد المناعة المكتسب AIDS . فمثلاً يقول الكاردينال الفونسو لوبيز، رئيس مجلس الفاتيكان لشؤون الأسرة (إن الواقيات الذكورية بها ثقوب ميكروسكوبية وضعتها الشركات المصنعة سراً حتى يتسرب منها الفيروس ويقضي على المؤمنين) (God is not great, Christopher Hitchens) ص 45. فأين التحفيز هنا لتحسين حياة العائلة الكاثوليكية الفقيرة التي تئن تحت وطأة الفقر وتزايد عدد الأطفال ومرض الايدز؟ ولم يكن الكاردينال في الفاتيكان هو الوحيد الذي قال بذلك. فالكاردينال أوبادو برافو من نيكاراجوا، وكبير أساقفة كينيا، والكاردينال عمانيويل وامالا من يوغندا، كلهم قالوا للمؤمنين إن الواقي الذكري ينقل الايدز (نفس المصدر ص 46). ولم نرَ الكنيسة الكاثوليكية تفعل شيئاً لتحفز مئات الآلاف من أطفال الشوارع في المكسيك ليتعلموا أو يفعلوا شيئاً يُحسن من أوضاعهم ويجلهم يفهمون دورهم في الحياة.
أما الإسلام فلم يأت بأي آية في قرآن يتألف من أكثر من ستة آلاف آية تحفز المؤمنين ليتعلموا أو يصنّعوا شيئاً، واكتفى بنصيحتهم أن يتأملوا في مخلوقات الله وفي آياته وفي الجبال والبحار. وأضاف الفقهاء مقولتهم الشهيرة (تأملوا في مخلوقات الله ولا تتأملوا في ذاته). والحديث الوحيد الذي يذكر العلم هو (اطلبوا العلم ولو في الصين) والمقصود بالعلم هنا هو علم القرآن والشريعة. حتى السؤال الذي هو مفتاح العلم قد منعه القرآن (لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم). وبالنسبة للتحفيز على العمل أو العلم فقد حث فقهاء الإسلام على قيام الليل وقراءة القرآن وحفظه وسياقة الناس إلى المساجد بالعصا كما يفعل موظفو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، وتوأمها الجديد في تونس. فإن كان الإسلام قد حفّز على العلم والعمل، فتحفيزه قد وقع على آذان صماء إذ أن حاضر المسلمين لا يكشف لنا غير الأمية والجهل والاكتفاء باستهلاك منتجات الغرب. أما أمراض الايدز والتهاب الكبد الوبائي فهي عقاب من الله للمسلمين الذين تخلوا عن دينهم. وموقف الإسلام من العلماء والفلاسفة لا يختلف عن موقف الكنيسة الكاثوليكية، فقد أحرقوا العلماء وصلبوا بعضهم وأحرقوا كتبهم، ثم قالوا لنا: اطلبوا العلم ولو في الصين
ونأتي الآن إلى المحور الثالث، وهو الحياة الاجتماعية. ركزت الأديان كلها على المرآة في موضوع الحياة الاجتماعية كون المرأة هي الأضعف جسدياً وبالتالي يمكن السيطرة عليها جسدياً وعقلياً. فرضت اليهودية على المرأة الحجاب وجعلتها نجسة وأقل من الرجل، وطلب يهوه من اليهود أن ينذروا أول طفل ذكر له إذ لم تكن له حاجة إلى البنات، كما قال إله القرآن (أله البنات ولهم البنون). ويطلب التلمود من اليهودي عندما يصلي الصبح أن يقول (الحمد لله الذي لم يخلقني امرأة) (المصدر السابق ص 54). وتبعت المسيحية اليهودية في عزل المرأة ومنعها من ممارسة منصب القسيس أو القيام بأي وظيفة دينية غير وظيفة الراهبة التي كانت تعمل قابلة للتوليد في أغلب البلاد المسيحية. وجاء الإسلام بثالثة الأثافي وجعل المرأة كلها عورة وناقصة عقل ودين. ونتيجةً لهذا الفكر الديني أصبح نصف المجتمعات معطلاً لا ينتج غير الأطفال.
الطقوس القديمة في القبائل البدائية كانت مهمتها الأساسية صهر الفرد في قبيلته أو عشيرته وتقوية ارتباطه بها، والتركيز على اختلاف تلك القبيلة عن غيرها. وتبنى رجالات الدين نفس الأيدولوجية وانقسمت كل ديانة إلى عدة طوائف يركّز كل منها على إبراز النقاط التي تفصلهم عن الآخر، والتشديد على أنهم الفرقة الوحيدة الناجية ومن خالفهم لا يتبع وصايا الإله الصحيحة. في خطاب من شهود يهوه المسيحية إلى فرقة إخوة بليموث، يقولون لهم (نحن الطاهرون والقلائل الذين اختارهم الله، وكل البقية ملعونون. فهناك أمكنة كافية لكم في جهنم، فنحن لا نريد ملكوت الله أن أن يكون مزدحماً). ومع أن الكنائس الثلاث الرئيسية: الكاثوليك والبروتستانت والأورثودكس تكفي لاستيعاب كل تعاليم المسيحية، إلا أنه لا تمر على المسيحيين سنوات بسيطة وإلا تظهر فرقة جديدة. فمنذ ظهور كنيسة المورمونز Mormons في النصف الأول من القرن التاسع عشر، ظهرت عدة مجموعات أخرى أدت إلى تقوقع أتباعها في معسكرات تفصلهم عن غيرهم من المسيحيين. فكانت هناك مجموعة تشارلي مانسون الذين جمعهم في مزرعة في مدينة جونزتاون وأقنعهم بشرب السم مع أطفالهم فماتوا جميعاً لأن العالم قد أصبح فاسداً لدرجة أنه لا يجوز لهم المشاركة فيه. وكانت هناك جماعة ديفيد كريش الذين تقوقعوا في معسكر واكو في في تكساس وخاضوا معركة عنيفة مع قوات الشرطة أدت إلى حرق المعسكر بمن فيه من أطفال ونساء. وفي عام 1984 أنشأ جوزيف دي مامبرو فرقة The Solar Temple في سويسرا وكان لها فروع في استراليا وكندا. رسالة هذه الفرقة كانت التحضير لمجيء يسوع الثاني ليخلص العالم من أشراره. وفي عام 1994، بعد أن تعشى اثنا عشر رجلاً منهم العشاء الأخير، انتحر جميع أفراد الفرقة في قريتين بسويسرا.
وهناك بعض الفرق المسيحية الغامضة مثل جماعة الايمش Amish في أمريكا. هذه الجماعة تعيش حياة ما قبل الثورة الصناعية فلا يركبون السيارات ولا القطارات ولا يستعملون التلفون أو التلفاز. لهم مدارسهم الخاصة ونساؤهم لا يعملن خارج المنزل. ويسمحون بتعدد الزوجات وزواج القاصرات. ونتيجة لتعاليم دينهم فإنهم لا يتزوجون إلا من نسائهم وبالتالي تنتشر عندهم أمراض وراثية كثيرة مثل الهيموفيليا التي تؤدي إلى نزيف متكرر، وكذلك مرض تورم العضلات Muscular dystrophy وهو مرض قاتل يصيب الأطفال. وكذلك أمراض تخزين الغذاء مثل Gaucher’s disease الذي يتلف الكبد والطوحال (McKusick 1978).
أما الإسلام فحدث عن الفرق المذهبية فيه التي يصعب حصرها، بدءاً من الخوارج والمعتزلة والأشعرية والشيعة والفاطميين والعلويين والإسماعيليين والأحمدية والقدرية والسنة وغيرهم الكثير. كل فرقة من هذه الفرق كانت لها طقوسها التي تفصلها عن الآخر. كل هذا دون أن نتعرض للفرق العديدة في الهندوس والسيخ والشنتو والبوذية والديانات الإفريقية المحلية.
فبدل أن تجمع الأديان التوحيدية البشر على أساس أنهم جميعاً يعبدون نفس الإله، نجد أن رجالات الدين يعملون جاهدين على تفرقة الناس. فمثلاً نجد أن الحاخام الأندلسي موسى بن ميمون لم يذكر في كتابه "دلالة الحائرين" الأتراك، ولا السود، ولا الرعاة البدو لأن طبيعتهم مثل طبيعة الحيوانات العجماء (God is not Great) ص 65. بيما نجد أن سانت أوغسطين يقول إن تشتت اليهود في العالم وجعلهم رحالة هو عدالة إلهية بسبب قتلهم المسيح (نفس المصدر ص 250.) ونجد كذلك أن كنيسة The Dutch Reformed Church في جنوب إفريقيا كانت من دعاة الابارتايد في جنوب إفريقيا وفرضت على المسيحيين السود الصلاة في كنائس خاصة بهم وحرّمت عليهم دخول كنائس البيض.
فمن هذا العرض السريع يتضح أن الأديان قد فشلت في المحور الثالث، وهو تنظيم الحياة الاجتماعية للمؤمنين بها. فرغم هذا الفشل كيف يتسنى للأديان السيطرة على هذه الأعداد الغفيرة من البشر وفي القرن الحادي والعشرين، أي بعد أكثر من ثلاثة آلاف عام من ظهور الأديان الإبراهيمية؟
الجواب في رأي علماء سيكلوجية الأديان يرجع إلى سببين رئيسيين: السبب الأول هو وجود نوعية من الناس قابلة للإيحاء، والسبب الثاني والأهم هو الأدلجة أي غسيل الدماغ.
بالنسبة للإيحاء فهناك نوع من الناس، ربما بسبب تربيتهم كأطفال، أو بسبب جيناتهم، يميلون إلى تقبل الأفكار بسرعة خاصة إذا أتت من شخص ذي قوة أو منصب رفيع. ويظهر هذا جلياً في مسألة التنويم المغنطيسي. فالذي يقوم بالتنويم ربما ينجح في تنويم عدد بسيط من الناس أما الغالبية فلا يقعون تحت تأثيره. أما مصطلح "غسيل الدماغ" فمصطلح حديث كان أول من استعمله صحافي أمريكي اسمه هنتر كان يعمل عميلاً للسي آي أى في الصين وزعم أنه اكتشف اسلوباً حديثاً استعمله الحزب الشيوعي الصيني لتغيير الأفكار، فسماه Brainwashing. ويعتمد هذا الأسلوب على عزل الشخص في مكان منفرد ومحاولة استعمال الخداع معه وربما بعض الأدوية، وأخيراً استعمال الإكراه. وقد استعمل هذا الأسلوب شوكو أسهارا Shoko Asahara مؤسس جماعة أوم شريكو اليابانية التي فجرت قنابل غاز السارين السام في قطارات المترو اليابانية عام 1995. الجدير بالذكر هنا أن هذا الرجل البوذي استطاع أن يجند مهندسيين كيمائيين، بعضهم يقوم بالدراسات العليا في جامعات طوكيو. وقد استعمل معهم نفس الإسلوب الصيني الذي يتكون من إحضار مجموعات صغيرة من الناس وعزلهم في مجمع لا يتصلون فيه بأي شخص خارجه. ثم يقوم بتدريبهم على طاعته المطلقة وبعد ذلك يبدأ بتلقينهم مذهبه. وبعد استكمال تجنيدهم وتخرجهم يفرض عليهم عدم الاختلاط مع أي شخص لا ينتمي إلى مذهبهم. وقد استطاع أن يقنع هؤلاء المهندسين بانتاج غاز السارين السام ووضعه في قنابل ليقتل اليابانيين وبذلك يستعجل ظهور المخلص الذي سوف يملأ العالم عدلاً.
كل الجماعات الدينية تستعمل أسلوباً مشابهاً يبدأ في الطفولة في مدارس خاصة قد تكون مدارس تحفيظ القرآن أو مدارس الأحد في البلاد الغربية. وبالتدريج عندما يصل الطفل سن البلوغ يكون قد تشبع بالأفكار الدينية وبأنه يختلف عن بقية الناس ويحاول ألا يختلط إلا بمن ينتمي إلى مذهبه. وسوف يظل العالم مليئاً بالكراهية والحقد والقتل ما دامت الأديان تجند الأطفال.
الجزء الثالث والأخير:
يزعم المؤمنون ورجال الدين بأن الأديان جاءت لتعلم الناس الفضيلة. وهذا الادعاء أجوف لا تسنده أي حقائق علمية أو تاريخية. فنحن نعرف أنه منذ أيام اليونانيين القدامى عندما كانت أثينا city state أي دولة ذات مدينة واحدة، كان الفيلسوف زينو الصقلي ومجموعات كبيرة من المعلمين المتنقلين بين البلاد the sophists يتناظرون عن الفضيلة والأخلاق، وقد كتب إفلاطون كتاب الجمهورية the republic الذي شرح فيه الحكم النزيه وواجبات وحقوق المواطن. فالأخلاق والفضيلة كانت معروفة عند البشر قبل ظهور ما يُسمى بالأديان الإبراهيمية أو السماوية. فمثلاً كونفوشيص Confucius (551-479 قبل الميلاد) حث على الفضيلة في الحياة الفردية وفي الحكومة، وحث كذلك على العدالة واحترام كبار السن والوالدين. وفي جزيرة العرب تخبرنا كتب التراث أن شخصيات مثل عنترة بن شداد كان يعف عن الغنائم والسبايا، بينما كان حاتم الطائي مشهوراً بالشهامة وإكرام الضيف وحماية المستضعف.
وقد قال الباحث لورنس كولبيرج Kohlberg في عام 1964 إن الطفل يمر بثلاثة مراحل في تعلمه الفضيلة والأخلاق. المرحلة الأولى هي مرحلة الطاعة والعقاب. بالنسبة للطفل في هذه المرحلة فإن الرذيلة هي ما يجلب له العقاب، والفضيلة هي ما يجلب له الحلوى. فالفضيلة في عرفه مبنية على المصلحة الشخصية. في المرحلة الثانية يتعلم الطفل أن مقياس الفضيلة يعتمد على ما يجلب له المدح من والديه ومعارفه. فكل ما يؤدي إلى مدحه هو الشيء الصواب. ويتعلم الطفل أن القواعد الاجتماعية التي تنظم الحياة شيء جميل في حد ذاته. وفي المرحلة الثالثة يتعلم أن السلطة والقانون هما الذان يحكمان حياة الناس. وقد أكد كولبيرج أن نمو الأخلاق والفضيلة عند الطفل لا يرتبط، ولا له علاقة بالدين. وقال (من أبحاثنا العديدة لم نجد أي فرق في تعلم الأخلاق والفضيلة بين أطفال الكاثوليك، والبروتستانت، واليهود والمسلمين واللادينيين) (كتاب سيكلوجية الأديان، ص 87).
أجرجت مجموعة من علماء سيكلوجية الأديان (جولدسن، روزنبيرج، ويليامز، سوشمان) في عام 1960 دراسة على طلبة الكليات المنحدرين من عوائل متدينة، ووجدوا أن 92% قالوا إن الغش خطأ. ولكن عندما قالوا لهم إذا كان الجميع حولك يغشون، هل تغش، فأجاب 87% بالإيجاب مما يثبت الانفصام في الأديان بين ما يقولون وما يفعلون. يقول بروفسور رالف وود (إن الأبحاث السيكلوجية عبر عدة عقود من الزمن لم تثبت أن الأديان لها أي أثر في تعلم الأخلاق والفضيلة ( سيكولوجية الأديان ص 385). وقد أجرى جوتمان في عام 1984 بحثاً في إسرائيل على طلاب الصف السادس في المدارس الدينية، ووجد أن غالبيتهم قالوا فيي الاختبار النظري إنهم لن يرضخوا إلى الإغراء، ولكن عندما اختبر أفعالهم وجد أنهم أكثر ميلاً للغش والخداع. وكذلك وجد ويليامسون والأسدي في عام 2005 أن الانتماء الديني لا يقلل من الغش. وكان استنتاجهما أنه لا يوجد أي دليل علمي من الدراسات على السلوك الفعلي على أن الأشخاص المتدينين أكثر أمانةً أو أقل احتمالاً للغش من الأشخاص غير المتدينين (نفس الصفحة)
وعندما يكون رجل الدين، مسلماً كان أو مسيحياً، أو يهودياً وهو الذي يزعم أنه يمثل الدين ويشرح لنا إرادة رب السماء، وتكون تصرفاته قدوة لأتباعه، عندما تكون أقواله وأفعاله محرضةً على قتل المخالف، يصبح الدين آلهً لا تقل فتكاً عن أسلحة الدمار الشامل. رواندا أكثر البلاد الإفريقية تمسكاً بالمسيحية وبها أعلى نسبة كنائس مقارنة بعدد السكان في الدول الإفريقية. و65% من سكانها كاثوليك، و15% بروتستانت. في عام 1990 بدأ أحد القساوسة الكاثوليك يذيع أنه حلم عدة مرات بالسيدة العذراء ورأى كمية كبيرة من الدم وقتلى بالمئات وأن السيدة مريم أخبرته أن رجوع المسيح سوف يكون في عام 1994. وأعلنت رئاسة الكنيسة الكاثوليكية أنها استجوبت ذلك القس وتأكدت من صدق رؤيته. وفي عام 1994 بدأت مجاز التوتسي الذين هربوا واحتموا بالكنائس مما سهّل عمل مليشيات الهوتو الذين كانت تصلهم الأخبار أولاً بأول من قساوسة الكنيسة. وعندما انتهت المجازر كانت آلاف الجثث في الكنائس أو حولها تحمل آثار الماشيتي والرصاص. ومثل الأب وانسيلاس، أحد كبار قساوسة كنيسة سانت فيميل في كيغالي أمام محكمة العدل الدولية متهماً بإمداد المليشيات بقوائم تحمل أسماء التوتسي في المنطقة.
أما الأسقف جكنقورو المعروف باسم مسيو اوغستين ميساغو فكان معروفاً بعدائه للتتسي وكان يمنعهم من دخول الملاجيء. وقد كتب إلى البابا في روما يطلب منه نقل القساوسة التتسي من رواندا لأن الشعب الرواندي لا يريدهم. وفي يوم 4 مايو 1994 أخذ الأسقف معه كمية من رجال الشرطة إلى مركز كان به 90 طفلاً من التتسي وقال للأطفال إن الشرطة سوف تحميهم. وبعد يومين قتل رجال الشرطة 82 طفلاً من التسعين. وعندما سئل موظف بوازرة العدل في رواندا: لماذا لم يقدمو الأسقف جكنقورو إلى المحاكمة، قال إن الفاتيكان أقوى من أن نصارعه (God is not great) ص 190. الرجاء قراءة هذا التقرير عن دور الكنيسة في التطهير العرقي http://www.newsfromafrica.org/newsfromafrica/articles/art_10231.html
شيوخ الإسلام لا يقلون عن نظرائهم المسيحيين في رواندا، ولا عن نظرائهم الحاخامات المتشددين في إسرائيل، عندما يبررون قتل المخالف. حاخامات إسرائيل اصدروا عدة فتاوى تبيح قتل الأطفال العرب، والشيخ القرضاوي وغيره أصدروا كذلك فتاوى تبيح قتل الأطفال اليهود لأنهم عندما يكبرون سوف يُجندوا في الجيش الإسرائيلي.
الإسلام من دون الأديان الأخرى يبيح الكذب لأتباعة في ثلاث حالات، منها كذب الزوج على زوجته أو الزوجة على زوجها، وقد أصدر الشيخ علي جمعة، مفتي جمهورية مصر، فتوى تبيح للبنت غير العذراء خداع خطيبها بالقيام بعملية ترقيع غشاء البكارة ولا تخبره بذلك، تماشياً مع حديث محمد (إذا بُليتم فاستتروا).
أحد كبار الإخوان المسلمين بالكويت وعضو في البرلمان، لا يمل من الحديث عن الأخلاق الإسلامية، ومحاربة الاختلاط في الجامعات، ومنع بناء الكنائس في الكويت، ذهب في زيارة إلى البرازيل وكاد أن يغرق على شاطيء العراة ولم ينقذه إلا تدخل حرس الشواطيء. فماذا كان يفعل رجل متدين ومن الإخوان المسلمين على شاطيء العراة، والشواطيء في البرازيل لا حصر لها؟
قاضي شرعي بالسعودية يختلس عشرات الملايين من الدولارات من بيع الأراضي الحكومية خلسةً، وعندما تلقي الشرطة القبض عليه يزعم أن الشيطان هو الذي سرق المال ولم يكن هو إلا واسطة فقط. وأيدت المحكمة الشرعية روايته. فالتدين مهما بلغت درجته لا يمنع المتدين من اقتراف أسوأ الأفعال مثل السرقة والزنا والقتل، وهي أهم الوصايا العشرة التي أوصى بها إله السماء مخلوقاته. فالأخلاق والمثل العليا لا علاقة لها بالتدين. ويكفي أن كل المذاهب الأربعة في الإسلام تبيح بيع العبيد والإماء في سوق النخاسة. أي مُثل عليا وأي أخلاق يمثلها لنا الدين.
فإذا كان التدين لا يؤثر في الأخلاق، لماذا يكون بعض الناس أكثر خضوعاً لتأثير الأديان ؟ لا بد أن هناك تفاعلات كيمائية في أدمغة بعض الناس تجعلهم أكثر ميلاً إلى التدين. للإجابة على هذا السؤال أجرى الباحث بنكي Pahnke في عام 1966 تجارب على 20 متطوعاً، أعطى نصفهم دواء اسمه psilocybin وهو علاج يُستخرج من الفطر mushrooms والمعروف أنه يسبب الهلوسة، وأعطى النصف الآخر حبوب بنفس الحجم واللون ولكنها لا تحتوي أي مواد كيمائية. وسأل الباحث المشتركين إن كانوا قد وصلوا إلى مرحلة الاتحاد مع الخالق، أو شعروا بإحساس ديني، وكانت النتيجة أن 70% من المجموعة الأولى أجابوا بالإيجاب، بينما أجاب 8% فقط من المجموعة الثانية بالإيجاب. وعندما أعاد الباحث دبلن نفس التجربة بعد 25 سنة كانت نتائجه كالآتي: 77% من المجموعة الأولى قالوا إنهم وصلوا مرحلة الاتحاد مع الخالق، بينما كانت النتيجة في المجموعة الثانية 5% فقط (كتاب psychology of religion) ص 357.
وأجرى العلماء كذلك أبحاثاً على تأثير العزلة على الفرد وخرجوا بنتائج تفيد أن العزلة من العوامل المهمة في جعل الفرد يتخيل أنه في اتصال مع قوى خارجية فوق الطبيعة (نفس المصدر 369). ربما يكون هذا هو السبب في أن محمداً كان يعزل نفسه في غار حراء لمدة شهر كامل كل عام، وكذلك موسى الذي زعم أنه رأى ناراً بجانب الجبل فترك أهله وذهب إلى جبل سيناء ليكون في خلوة من الناس.
والمعروف أن الاختلال الكيمائي الذي يحدث في الدماغ قد يصيب الشخص بداء الصرع. وقد عرف الناس هذا الداء قبل الميلاد. ففي القرن الخامس قبل الميلاد كانوا يسمون الصرع "المرض المقدس" لأنهم لاحظوا أن المصاب به عندما يفيق يزعم أنه تعرض لتجربة ميتافيزيقية. وفي القرن العشرين أجرى الباحثان ديوهيرست وبيرد في عام 1970 أبحاثاً أكدت هذا الزعم (نفس المصدر ص 62). وفي عام 1999 أجرى رامشاندران وبليكسلس تجارب على مرضى الصرع المعروف بصرع الفص الصدغي temporal lobe وقاموا بقياس التيارات الكهربائية في الدماغ وقت الصرع ووجدوا ما يثبت أن الذين زعموا أنهم تعرضوا إلى تجربة دينية كانت أدمغتهم قد أظهرت ذبذبات عالية في منطقة تُعرف ب limbic system. وفي تجارب مماثلة قال الباحثون إن نسبة الذين تعرضوا إلى إحساسات دينية أثناء الصرع كانت واحد، فاصل 3 بالمئة، ولكنها حتماً موجودة. فإذاً الصرع يجعل المصاب به يتخيل أنه قد تلقى أحاسيساً دينية. وفي عام 1987 قام الباحث بيرسنجر بتمرير موجات مغناطيسية على الفصل الصدقي في 414 متطوع لا يعانون من الصرع ووجد أن بعضهم قد قال إنه شعر بوجود الله وقت تمرير الموجات المغنطيسية. ورغم أن هناك بحث قام به الباحث لنسكي في عيادة الصرع التي تُسمى "عيادة مودسلي" في عام 1983 استنتج منه أن نسبة المصابين بالصرع الذين يقولون إنهم شعروا بأحاسيس دينية لا تختلف عن نسبتهم في عامة الناس، إلا أن غالبية الباحثين تُثبت وجود هذا الارتباط. فهل كانت خلوة محمد مع ما يقوله بعض المؤرخين من أنه كان مصاباً بالصرع لها دور في ادعائه النبوة، وإن الأخلاق الإسلامية ماهي إلا انعكاساً لأخلاقيات محمد نفسه؟
السؤال الآخر الذي يحير العلماء هو: رغم أن الأديان جميعها قد اضطهدت المرأة، لماذا يفوق عدد النساء المتدينات عدد الرجال؟ ففي مسح سكاني أجرته مؤسسة جالوب في أمريكا كانت نسبة المتدينين كالآتي: نسبة الذين يؤمون الكنيس اليهودي 53% من الرجال و64 من النساء. والذين يصلون في اليوم مرة واحدة على الأقل كانت 42% من الرجال و64% من النساء. والذين قالوا إن الإله مهم جداً في حياتهم كانت 52% من الرجال و58% من النساء. والذين يؤمنون بالمعجزات كانوا 67% من الرجال 81% من النساء. فهل متلازمة ستكهولم التي ذكرتها الدكتورة وفاء سلطان في أحد مقالاتها، يمكن أن تفسر هذا الوضع؟ تقول هذه المتلازمة إنه مع طول الوقت يصفح المجنى عليه عن الجاني ويحاول تقليده. فهل اضطهاد النساء يجعلهن متمسكات أكثر بالدين لأنه الجاني في هذه الحالة؟
وبما أن الأم اكثر احتكاكاً بالأطفال خاصةً في السنين الأولى من حياتهم وهي فترة التكوين النفسي، يكون تأثير الأم الديني على الأطفال مهماً جداً. ولهذا يصر اليهود أن الشخص لا يمكن أن يُعتبر يهودياً إلا إذا كانت أمه يهودية. في دراسة قام بها الباحث نلسون عن تأثير الوالدين في تدين الأطفال في عام 1990، وجد أنه إذا كانت الأم كاثوليكية والأب كاثوليكي كذلك فإن نسبة المراهقين الذين قالوا إنهم لا دين لهم كانت واحد فاصل خمسة بالمئة فقط. أما إذا كانت الأم لا دين لها والأب كاثوليكي فإن نسبة الذين قالوا إنهم لا ينتمون إلى أي دين كانت 47%.
فإذا أخذنا تأثير الأم على تدين الأطفال في الحسبان نجد أنه من المؤسف جداً أن تكون نسبة النساء المتدينات أكثر من نسبة الرجال، لأن ذلك سوف ينتج لنا أجيالاً مستقبلية تؤمن بالخرافة. ففي دراسة أجراها الباحث نيوبورت في أمريكا عام 2006، وجد أن 64% من خريجي الثانويات يعتبرون أن الإيمان مهم بالنسبة لهم، و50% من الذين نالوا دراسات فوق الجامعية يعتبرونه مهماً أيضاً.
بعضهم يؤمن بالدين لأنه ولد فقيراً لا يملك شروى نقير ويرى غيره يستمتع بملذات الحياة التي حُرم هو منها. فيخدره رجال الدين بأن الأغنياء لا يدخلون ملكوت الله أو الجنة، إنما الجنة للفقراء، وبالتالي يمتليء بالأمل في انتظار تلك الملذات من أنهار الخمر الذي حُرّم عليه في الدنيا، وبنات الحور العذارى، خاصةً إذا لم تسمح له ظروفه المادية بالزواج. فإذا لم يؤمن بالدين ووعوده الكاذبة سوف يُصاب باليأس، وكما قال الفيلسوف الفرنسي أميل زولا: لا حياةً مع اليأس ولا يأس مع الحياة.
لا يسأم المسلمون من ترديد أن الإسلام هو دين الفطرة، وهذا يعني أن الطفل الذي يولد على الفطرة ولا علم له بأي شيء في الحياة غير ثدي أمه، يزعمون أن فطرته سوف تقوده إلى الإسلام. ولذلك تفنن فقهاء الإسلام ومرتزقته في إصدار تشريعاتهم التي تفترض أن الجنين في رحم أمه مسلمٌ إذا كان زوج الأم مسلماً. فقالوا إذا ماتت زوجة من أهل الكتاب كانت متزوجة مسلماً، وماتت وهي حبلى، تُدفن ووجهها نحو الغرب حتى يكون وجه جنينها نحو الشرق لأنّ أباه مسلمٌ. ومن الجانب المسيحي قال سانت أوغسطين (إن أرواح الأطفال الذين لا يُعمدون في الكنيسة تذهب إلى برزخ أبدي limbo ولا تدخل ملكوت الرب). ويقول العهد القديم (التوراة) إن خطايا الآباء سوف تصيب الأطفال حتى الجيل الثالث). هل هناك سادية أكثر من هذا؟ ماذا فعل الأطفال حتى يعاقبهم يهوه بهذه القسوة والظلم. وهل ينتقم الأطفال يوم القيامة من يهوه لأنه كان الأقوى وظلمهم كما يظلم الأسد الظبي عندما يصطاده؟ وفي الحقيقة إذا درسنا أفكار الأطفال عن الله نجد أنهم أبرياء لا يعرفون عن الله والإسلام أو دين آخر إلا ما سمعوه من الأم أو الأب. سأل الباحث جولدمان في عام 1964 بعض الأمهات عما يقوله أطفالهم عن الدين. فقالت إحدى الأمهات إن طفلها قال لها (أمي! الإنجيل يقول إن الله بعد ما أرسل طوفان نوح وأغرق العالم، ندم على ذلك وتعهد ألا يرسل طوفاناً بعد ذلك، فلماذا حدث طوفان في تكساس؟) وقال آخر لأمه (إذا كان يسوع قد ولد في الكرسماس وصُلب في يوم الجمعة الحزين، كيف نما بهذه السرعة؟) وقالت طفلة اسمها جين تخاطب الله (عزيزي الله! بدل أن تميت كل يوم عدداً من الناس ثم تخلق مكانهم أشخاصاً آخرين، لماذا لا تحتفظ بما عندك الآن؟) فالأطفال أبرياء من تشنج الأديان وكراهية الآخر، فلماذا لا نتركهم في براءتهم حتى يكبروا ويقرروا إذا كانوا يرغبون في اعتناق أي دين؟ أدلجة الأطفال هي مأساة البشرية منذ أن عرفت الميثولوجيا ومنظومة الأديان.
في مدارس الغرب كثيراً ما تطلب المعلمة من الأطفال الصغر رسم صورة الله حسب تخيلهم له. الغالبية يرسمونه في شكل رجل كبير وله لحية سوداء كثة. وهم في الحقيقة يرسمون صورة القسيس الذي رؤوه في الكنيسة، ربما يوم تعميدهم، دون أن يشعروا. وهذا يُثبت أن الإله ما هو إلى وهم تخيلناه في صورة إنسان ولكنه غير مرئي لنا، ولذلك كل الأديان أعطت إلهها مواصفات إنسانية من فرح وغضب ويدين وفم يتحدث به.
فهل الإنسان أصلاً يحتاج إلى الدين ليعيش حياة سعيدة؟ يجيب على هذا السؤال رجل كنسي اسمه دانيل افريت بعثته كنيسته إلى قرية في البرازيل في أمريكا اللاتينية ليبشر أهل القرية بالمسيحية. الرجاء مشاهدة هذا المقطع من الفيديو لتروا النتيجة المنطقية:
================ النهاية ================
أتمنى ان تنشروا مثل هذه المقالات على شبكات التواصل الاجتماعى فى الصفحات والجروبات الدينية من اجل فتح افاق جديدة فى تفهم ماهية الأديان.
و شكراً مقدماً لكل من سيقوم بالـ : Share
و شكراً مقدماً لكل من سيقوم بالـ : Share
لا حول ولا قوة الا بالله حسبنا الله و نعم الوكيل أنت لا تعرف أدنى الأمور خصوصا عن الدين الاسلامي و مع ذلك تتكلم كأنك مستوعب لكل الأمور . جهلك الفظيع تخطى كل الحدود . أنت لا تحاول الا نشر أفكالرك المتطرفة بين الناس . أود فعلا مناقشتك في عدة أمور لأني متأكد من قدرتي على هزمك و اقناعك . أمر بسيط : ما أصل بداية الكون لو لم يكن الله عز و جل من خلقه ??
ردحذفhahahahhah lm 2ra gahl bl adean woa m3anyha kma r2ayt hna da 5alat ben el mzaheb woa twro2 el tafker woa 5alat fy el 27ades woa m3anyha woa 7at 7gat fy mwade3 3.areba da 7ata el den el yahody el bwazo el hoa aslan bayz zawod bwazano ya 2a5y 3aiz tda3y el 3elm anta 7owr lakn mat7tosh fy sy3.a zay dy da habal tam
ردحذفlo 3aiz bkda tkna3 el nas bl 2l7ad fa kda anta znak 5ab l2anhom lo y3rafo 22al el kalel 3an el den woa el 3elm hyrfodo el anta btftyh da :D
ردحذفالدكتور يناقش الموضوع بشكل علمي سلس ويعطي دوافع نفسية قوية لاستمرار الدين والتشريط الثقافي في خنق ملكات التفكير لدى الفرد والمجتمع وخلق ذهنية متخلفة نمطية لاتقدم ولا تؤخر، هذا ليس حقدا على دين بعينه او كره ، لكنها الحقيقة المتجلية بكل صدق في كل المجتمعات المتدينة ، وخلاصة القول ان الدين مجرد تفسيرات خاطئة لطمئنة النفس وتحليل الظواهر التي عجز الانسان عن تحليلها في ما مضى من زمان الجهل...
ردحذفلاتتكلمو بغباء عن هذا البحث العلمي الجريئ ، افكاركم متحجرة وميؤس منها، ان محمد ويسوع وموسى وداوود وكل الانبياء كانو اذكياء، لكن ليست افكارهم للقرن الواحد والعشرين، اخرجوا من القواقع فالحياة لها اسرار والكون له اسرار والعلم يعري الدين رويدا رويدا، وليحيى ذوي العقول النيرة
ردحذفلاتتكلمو بغباء عن هذا البحث العلمي الجريئ ، افكاركم متحجرة وميؤس منها، ان محمد ويسوع وموسى وداوود وكل الانبياء كانو اذكياء، لكن ليست افكارهم للقرن الواحد والعشرين، اخرجوا من القواقع فالحياة لها اسرار والكون له اسرار والعلم يعري الدين رويدا رويدا، وليحيى ذوي العقول النيرة
ردحذف