الخميس، ٣ نوفمبر ٢٠١١

محاضرة من أجل احياء القاعدة الذهبية بين أتباع كل الأديان والبشرية أجمع











القاعدة الذهبية The Golden Rule لمن لا يعلمها هى "أخلاقيات المعاملة بالمثل"  ولها نموذجان:

  1. النموذج الأيجابـي: عامل الآخرين بما تريدهم أن يعاملوك بـــه.
  2. النموذج الســـلبى: لا تفعل للآخرين ما لا تريدهم أن يفعلوه لك.


    أسابيع منذ بداية ميثاق التراحم ، تنظر كارين آرمسترونغ في دور الأديان في القرن الحادي والعشرين:
فهل ستفرقنا بمبادئها؟
أم ستوحدنا من أجل المصلحة العامة؟ 
و سوف تستعرض كارين العوامل المحفزة التي يمكن أن تدفع ديانات العالم لإعادة إكتشاف القاعدة الذهبية.






نص الترجمة باللغة العربية :-

لسنوات كنت أشعر بالإحباط لأنني كمؤرخة للأديان، لقد أصبحت مدركة تماماً للدور المركزي للتراحم في كل المعتقدات الكبيرة في العالم . كل واحد منها تطور بمفهومه الخاص لما جرى تسميته بالقاعدة الذهبية. بعض الأحيان يأتي بمفهوم إيجابي -- " دائماً عامل الآخرين بما تريدهم أن يعاملوك به." وبنفس القدر من الأهمية المفهوم السلبي -- " لا تفعل للآخرين ما لا تريدهم أن يفعلوه لك." أنظر الى قلبك. أكتشف ما يسبب لك الألم. ومن ثم أرفض،تحت اي ظرف تسبيب ذلك الألم لأي شخص آخر.
وقد شدد الناس على أهمية التراحم، ليس فقط لأنه يبدو جيداً، بل لأنه ناجح. أكتشف الناس أنهم حينما يطبقون القاعدة الذهبية مثل ما قال كونفوشس، " طوال اليوم وكل يوم،" وليس مجرد مسألة أن تعمل الخير لليوم ثم تعود لحياة الجشع والأنانية. لكن لنفعل ذلك طوال اليوم وكل يوم، وأحرم نفسك من التمركز حول ذاتك، ضع غيرك في مركز الاهتمام، وأسمو بنفسك. وسيوصلك ذلك الى الرب، ونيرفانا، وراما، وتاو. وهو ما يتجاوز ما يُعرف بالأنانية لدينا.
لكن تعرف أنك لا تعلم هذا في كثير من الأوقات، أن ذلك كان مركزياً في الحياة الدينية. لأنه مع وجود إستثناءات قليلة رائعة، في كثير من الأحيان عندما يلتقي المتدينون، حينما يجمع علماء الدين سوياً، فأنهم يتجادلون حول المذاهب الصعبة أو تأسيس مفوضية ضد الكراهية أو الإحتجاج ضد المثلية الجنسية أو شئ من هذا القبيل. في العادة لا يود الناس حقيقة أن يكونوا رحماء. أرى في بعض الأحيان عندما أتحدث مجموعة من المتدينين نوع من التعابير الغاضبة تعبر وجوههم لأن الناس دائماً يريدون أن يكونوا على حق. وذلك بالطبع يهزم الغاية من هذا الدرس.
الآن، لماذا أنا ممتنة ل تيد؟ لأنهم أخذوني بلطف شديد من جانب دراساتي المغمورة وقدموني للقرن الحادي والعشرين، أتاحوا لي فرصة الحديث مع جمهور أوسع بكثير مما كنت قد تصورته في أي وقت مضى. لأنني أشعر بضرورة ملحة حول هذا الأمر. اذا لم نخطط لتطبيق القاعدة الذهبية عالمياً، بحيث نعامل جميع الشعوب، في أي مكان وأياً كان، كما لو كانوا لا يقلون أهمية عن أنفسنا، أشك في أننا سنحصل على عالم يمكن تسليمه للجيل القادم.
مهمة عصرنا، أحد المهام العظيمة لحقبتنا، هي بناء مجتمع عالمي، كما قلت، حيث يستطيع الناس العيش معاً بسلام. و كل الديانات، يجب أن تسهم في ذلك بدلاً عن رؤيتها كجزء من المشكلة. وبطبيعة الحال ليست المتدينون فقط هم الذين يؤمنون بالقاعدة الذهبية. هذا هو مصدر كل الأخلاقيات. الفعل الخيالي للعاطفة، تضع نفسك في مكان الآخر.
وبهذا يكون لدينا الخيار، كما يبدو لي. يمكننا إما المضي في إبراز، أو التركيز على جوانب التحجّر وعدم التسامح في معتقادتنا، أو يمكننا العودة الى الحاخامات ، الحاخام هليل ، المعاصر الأقدم ليسوع ، عندما سئل من قبل وثني (لا ديني) لتلخيص مجمل التعاليم اليهودية بينما كان واقفا على ساق واحدة، قال، " الشئ المكروه بالنسبة لك، لا تفعله لجارك. تلك هي التوراة وأي شئ آخر هو فقط شروحات."
وقد قال الحاخامات وبابوات الكنيسة في وقت مبكر أن أي تفسير للنصوص المقدسة يقوم بتوليد الكراهية والازدراء هو غير شرعي. ونحن بحاجة إلى إحياء تلك الروح. وانها ليست مجرد شئ سيحدث لأن روح من نسمات الحب تأتي إلينا. يجب أن نجعل هذا يتحقق، ويمكننا فعل ذلك مع الإتصالات الحديثة التي قدمها تيد. لقد أُثلج صدري بالفعل لكل التجاوب من قبل شركاؤنا.
في سينغافورة لدينا مجموعة ستقوم بإستخدام الميثاق لرأب الإنقسامات التي ظهرت مؤخراً في المجتمع السينغافوري، ويرغب بعض أعضاء البرلمان تطبيقه سياسياً. في ماليزيا سيقام معرض فني الذي سيقوم فيه كبار الفنانين بأخذ الناس، الشباب، ويشرحوا لهم أن الرحمة أيضاً موجودة في جذور كل الفنون. وعبر أوروبا، المجتمعات الإسلامية يقيمون مناسبات ونقاشات يناقشون مركزية التراحم في الإسلام وفي كل المعتقدات.
لكن لا يمكن أن تتوقف هنا. لا يمكن أن تتوقف في الإطلاق. التعليم الديني، ها هنا حيث مضينا بطريقة خاطئة، مركزين فقط على صعوبة مذهب الإعتقاد الديني. التعليم الديني يجب أن يؤدي دائماً الى العمل. وأنا أنوي العمل على هذا حتى مماتي. وأرغب في المواصلة مع شركاؤنا لفعل أمرين -- تعليم وتحفيز التفكير التراحمي. التعليم لأننا قد تخلينا عن التراحم. عادة ما يعتقد الناس أنه يعني ببساطة الشعور بالأسف لشخص ما. لكنك بالطبع لا تفهم معنى التراحم اذا كنت تفكر في الأمر هكذا. يجب عليك أن تفعل شئ.
أرغب في أن يتدخل الإعلام لأن الإعلام له دور حاسم في المساعدة في حل بعض الآراء النمطية التي لدينا عن بقية الناس، التي تفرقنا من بعضنا البعض. والشئ نفسه ينطبق على المعلمين. أرغب في أن يكون للشباب نوع من الحيوية ، حيوية و تحدي المتمثل في نمط الحياة الوجدانية. وأيضاً معرفة أن ذلك يتطلب ذكاء حاداً، ليس فقط مشاعر جيدة.
أود أن أدعو العلماء لإستكشاف موضوع الرحمة في تقاليدهم وفي تقاليد الناس الآخرين. وربما فوق كل ذلك، تشجيع وجود حساسية حول المتحدثين غير الرحماء. (من قادة السياسة والأديان) بحيث يكون لدى الناس هذا الميثاق، بغض النظر عن معتقداتهم أو عدمه، أنهم يشعرون بالقوة لمجابهة الحديث غير الرحيم، مترفعين عن تصريحات من قادة أديانهم، وقادتهم السياسيين، من قادة الصناعة. لأننا نستطيع تغيير العالم، لدينا المقدرة.
لم أفكّر أبداً في وضع الميثاق على الإنترنت كنت ما أزال عالقة في العالم القديم لحفنة من العلماء يجلسون معا في غرفة ويقومون بإصدار بيان آخر غامض. ومؤتمر "تيد" قدمني الى طريقة جديدة كلياً للتفكير ، وعرض الأفكار. لأن ذلك هو الشئ المدهش حول تيد. في هذه القاعة، كل الخبرات، اذا جمعناها سوياً ربما نستطيع تغيير العالم. وبالطبع تبدو المشاكل في بعض الأحيان مستعصية.
لكني أريد أن أقتبس، في الختام إستناداً على كاتب إنجليزي، مؤلف من أوكسفورد الذي لا أقتبس منه كثيراً، سي أس لويس. لكنه كتب شيئاً علق في ذهني منذ أن قرأته عندما كنت تلميذة في المدرسة. وذلك في كتابه، المحبوبات الأربعة. لقد قال، أنه ميّز بين الحب الجنسي، عندما يتبادل شخصين النظر، يدوخون في عيون بعضهما البعض. ثم قارن ذلك مع الصداقة. عندما يقف شخصين بجانب أحدها الآخر، كتف بكتف، مع عيونهم متجهه نحو هدف مشترك.
لا يلزمنا الوقوع في حب بعضنا البعض، لكن نستطيع أن نصبح أصدقاء. وأنا على إقتناع. لقد أحسست بذلك بشدة خلال مداولاتنا في فيفي، أنه عندما يجتمع الناس من مشارب مختلفة معاً ويعملون جنباً الى جنب من أجل هدف مشترك، تذوب الإختلافات بينهم. ونتعلم نحن المحبة. ونتعلم أن نعيش سوياً وأن نعرف بعضنا البعض. شكراً جزيلاً لكم. (تصفيق)


Source: http://www.ted.com/talks/lang/ara/karen_armstrong_let_s_revive_the_golden_rule.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق