لا يوجد تيار ليبرالى فى مصر ... وقضية تبادل الزوجات خير دليل على ذلك !

قضية "تبادل الزوجات" التى اثيرت مؤخراً فى مصر ، تأكد بالدليل القاطع ان ليبراليو مصر لم ينضجوا بعد.

بصراحة انا كنت مذهول من ردود الفعل في الوسط الليبرالي على الفيسبوك او ما يعرفوا انفسهم بانصار الدولة المدنية ، فلم اجد الا بضعة ردود تحتوى تأييد ضمنى - من قبل عامة الليبراليين و ليس من النخبة -  لما قام به هذان الزوجان من ممارسة حريتهم الشخصية بما لا يتعدى على حرية الاخرين.

و من ثم فأنا أعلن تضامنى الكامل مع ضحايا القمع الجنسي في بلدى مصر - من مثلى الجنس أو من الذين يتبادلون الزوجات أو غيرهم من الذين يمثلون اقليات جنسية فى مصر - وانا في غاية الحزن من الضعف الشديد جداً للتيار الليبرالي فى مصر بشكل يجعله شبه معدوم امام التيار الديني المتشدد المكتسح لأغلبية عقول المصريين .... و قمت كخطوة متواضعة بانشاء صفحة على الفيسبوك لدعم كل الأزواج والزوجات الذين اختاروا ال Open Marriage كأسلوب لحياتهم ، أدعوكم للأشتراك فى هذه الصفحة ونشرها قدر المستطاع :

"تبادل الزوجات" معروف فى الغرب بأسم "Open Marriage" وهو بالرغم من عدم انتشاره هناك إلا ان بالطبع لا يوجد قوانين تحرمه لأن هذا ببساطه يدعى "حرية جنسية" ، فهناك يحترمون الاقليات الجنسية ولا سيما الفكرية ايضاً ، بعكسنا نحن الذين نقمع اى شىء مختلف عنا وعن المعتاد فى مجتمعنا ؛ و خير دليل على نضوج مجتمعات الغرب هى تلك المقالة التى كتبت مؤخراً بجريدة الـ Guardian بتاريخ 6 ابريل 2012 بعنوان " Open relationships: the people making it work " - و ترجمتها : "لقد نجحوا فى علاقاتهم الجنسية خارج اطار الزواج" - و تحكى قصص حقيقية عن أزواج و زوجات نجحوا فى اقامة علاقات جنسية و عاطفية مع اخرين وهى علاقات ليست عابرة ولكن لفترات طويلة بالسنين ، والفكرة ليست فى محتوى المقالة بقدر ما فى البيئة الفكرية التى تحتضن هذه المقالة ، و ما اقصده بالبيئة الفكرية هو ان جريدة محترمة كالـ Guardian تكتب عن كيفية ممارسة هذه "الأقلية الجنسية" لحياتهم وهو أمر يوضح منهجية الحياد والنظرة العلمية للأمور من قبل هذه الجريدة  - و ليس اقصائها لهذه الاقلية الجنسية كما هنا على جرائدنا - بالاضافة الى التعليقات التى لم تكن بها وعيد بالقتل او الدعوة لسجنهم او تعذيبهم كما قرأت في معظم التعليقات الموجودة في كل المواقع الاخبارية العربية التى تناولت وقعة تبادل الزوجات في مصر.

هراءات دكاترة علماء النفس والاجتماع فى جامعاتنا المصرية عن "تبادل الزوجات" بأنه مرض اجتماعى و سيدمر المجتمع وان ما يفعلون ذلك يعانون امراض نفسية هو دليل قوى على تأثرهؤلاء - ما يطلق عليهم - دكاترة بالمناخ الديني والموروث الأيدولوجى لمجتمعهم المحافظ ذو النزعة الدينية ، لأن ما يقال فى المواقع العلمية الأجنبية المختصة بعلم النفس غير ما يقولونه هؤلاء على الاطلاق ، و خير دليل على ذلك هو بحثك عن الـ "Open Marriage" فى موقع Psychology Today - وهو موقع شهير فى علم النفس ، حيث ان كل مقالاته لكتاب اكاديميين فقط مختصين بعلم النفس - و ستجد أكادميين "مع" و "ضد" هذا الاتجاه ، ولكن الاتجاه الرافض لا يقول هراء الدكاترة المصريين ولكنهم يوضحوا فقط ان بفعل الغيرة قد تفشل العلاقات الخارجة عن الزواج و يوضحوا ايضاً انها تجربة قد تكون غير مؤكدة النتائج.


حتى الان لا يوجد اتفاق واسع النطاق فى مؤسسات الطب النفسي فى الغرب على اذا ما كان الـ Open Marriage يعتبر الاتجاه الافضل - البديل عن الزواج التقليدي - ام لا ، و لكن بالطبع لا يوجد هراء ما يقوله دكاترة جامعات مصر عن الامراض النفسية و تدمير المجتمع و ماشبه.


 ولكن الاحصائيات - محدودة النطاق - التى تمت حتى الان فى صف "تبادل الزوجات" ، ففى عام 2000 تم نشر احصائية بجريدة "Electronic Journal of Human Sexuality" بعنوان "Today's Alternative Marriage Styles : The Case of Swingers" تمت على 1092 زوج و زوجة من خلال الانترنت ، و خلاصة الدراسة ان الغالبية العظمة منهم يشعرون بالسعادة ، كما انهم يقيمون سعادتهم بالاكثر قوة مقارنتاً مع الاتجاه المعتاد لنظام الزواج.


و ايضاً توجد دراسة اخرى تثبت ان الـ Open Marriage اكثر صحة و سعادة من النظام المعتاد للزواج ، حيث يساعد على نضوج و تطور الافراد المشاركين في هذا التزاوج و يساهم في بناء بيئة صحية للسعادة و فترة اطول للعلاقة الزوجية.


يوجد الكثير جداً ليقال عن تبادل الزوجات ، لكن حبيت فقط أن أوضح من خلال مقالى هذا استيائي الشديد جداً من قمع الاقليات الجنسية فى مصر ، و ايضاً ايضاح ان تبادل الزوجات ينظر له بشكل اكثر عقلانية جداً فى الغرب ... و أخيراً اتركم مع مقالة من موقع إيلاف عن تبادل الزوجات لما بها من مادة معلوماتية غنية ومحايدة وموضوعية:-
http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2012/3/721560.html